في اليوم العالمي للصحافة.. صحافيون عطالى و16 خطا أحمراَ
حيث نظمت شبكة الصحافيين السودانيين وهي مجموعة معنية بالحريات الصحافية احتفالا شارك فيه العشرات من الصحافيين وقادة العمل الصحافي في البلاد.
وأكد صحفيون ورؤساء تحرير صحف وحقوقيون استمرار القيود والعراقيل التي تكبل الصحافة وحذروا من محاولة فرض ميثاق الشرف الصحفي بدون عرضه للتدوال مع الصحفيين اصحاب المصلحة الحقيقيين،وقال ممثل شبكة الصحفيين السودانيين حسن بركية في كلمته في احتفال الشبكة امس باليوم العالمي لحرية الصحافة الذي جاء تحت شعار(وماتزال الصحافة مقيدة) بطيبة برس قال ان الصحافة تعيش ازمة حقيقية مثل لها بالمشاكل الاقتصادية والقيود الامنية والاستدعاءات للصحفيين، وكشف عن اعداد تقرير شامل للشبكة خاص بالانتهاكات التي تطال الصحافة وحرية التعبير خلال الايام القليلة القادمة. لفت الي عودة الرقابة الذاتية داخل الصحف عبر رؤساء التحرير وتابع(الرقابة عادت بشكل مزعج) وجدد تمسك الشبكة بالدفاع عن الصحفيين ومهنتهم وحقوقهم ودعا بركية الحضور الي الوقوف دقيقة حداد الي روح الزملاء الصحفيين الذين توفوا العام الماضي وهم(عوض محمد احمد-فاطمة خوجلي –نادية عثمان مختار-رامي قسم الله)ومن جانبها قالت رئيسة تحرير صحيفة الميدان الاستاذة مديحة عبد الله ان الحكومة تفرض تمييزا ضد الميدان وصحفييها ونبهت الي ان ما تعرضت له الميدان تعرضت له كل الصحف السودانية لكن الميدان كانت جرعة القيود عليها اكثر بسبب خطها الواضح الذي يسنده الحزب الشيوعي السوداني المعارض وشددت علي ضرورة تلاحم وتضامن الصحفيين مع بعض وانشاء جسم نقابي يدافع عن حقوق الصحفييين وقضاياهم وقالت ان الصحفيين يواجهون قضية اخري الي جانب القيود والعراقيل مثلت لها بغياب المعلومات والاوضاع الاقتصادية مؤكدة تراجع القدرات والخبرات الصحفية وتابعت(الصحافة صارت مهنة من لامهنة له)من جهته قال رئيس الهيئة السودانية للدفاع عن الحقوق والحريات الدكتور فاروق محمد ابراهيم ان الحريات غائبة وتابع(نحن في مرحلة مخاض)
وطالبت الشبكة في بيان لها تلقت ” التغيير الإلكترونية” نسخة منه، طالبت السلطة السياسية بوقف القيود المفروضة علي الصحافيين وإطلاق سراح الأقلام الموقوفة بالاضافة الي إزالة كافة القوانين المقيدة للحريات.
وأضافت الي ان تضييق السلطة السياسية على الصحافيين خلق منهم ” عطالة كثيرة” لكنها لم تشر الي عددهم.
من جانبه شخص رئييس تحرير صحيفة الصحافة السابق والموقوف بأمر السلطات الامنية النور احمد النور مشاكل الصحافة السودانية وأجملها في عدة نواحي منها توقف نحو ١٢ صحيفة سياسية في العام الماضي والتي اعتبرها كابوسا علي الصحافيين. واضاف النور انه في السابق كانت هنالك ثلاث خطوط حمراء من قبل السلطات للصحافة واليوم أصبحت ١٦ خطا احمرا. وقال ان التوجيهات الأخيرة التي أصدرتها السلطات لمنح الحريات للصحف غير كافية باعتبارها هبة. وشدد علي ضرورة وضع تشريعات واضحة لهذه الحريات بحيث لا ترتد عنها السلطات مرة أخري.
واعتبر مسودة قانون الصحافة الجديد والتي تسعي السلطات الي تمريره بانه أسوأ من القانون الحالي لانه يكرس لإيقاف الصحف والصحافيين بقرارات إدارية.
أما الخبير الإعلامي فيصل محمد صالح فقال ان هنالك مشكلة تواجه الصحافيين في عدم تمكنهم من الحصول علي المعلومة. وقال ان إتاحة الحريات في ظل غياب المعلومات يعتبر أمرا منقوصا. ودعا الي إيجاد قانون يتيح للصحافيين الحصول علي المعلومة من المسئوليين وتجريمهم في حال رفضهم منحها للصحافيين. كما دعا صالح الذي فاز بجائزة عالمية في النزاهة والشجاعة في مجال الصحافة الي تنقيح سجل الصحافيين الحالي من أسماء غير الصحافيين وقال ان السجل به نحو ٦ الف شخص فيما يقدر عدد الصحافيين الفعليين به بنحو الف صحافي.
وأقام اتحاد الصحافيين السودانيين – المحسوب علي الحكومة السودانية – احتفالا بمقره بمنطقة المقرن وشهده المئات من الصحافيين.
وقال رئيسه محي الدين تيتاوي ان اتحاده دافع عن منسوبيه خلال المضايقات التي تعرضوا لها ولم يقف مكتوف الأيدي. واضاف ان مساحة الحريات الصحافية والتي تشهدها البلاد هذه الأيام جاءت بعد جهود قام بها اتحاد الصحافيين.
وأشار الي ان واقع الصحافة في السودان وبالرغم من مشكلاته إلا انه يعتبر الأفضل مقارنة مع عدد كبير من الدول العربية والافريقية.
وتصنف منظمات حقوقية معنية بالصحافة السودان من بين الدول الأسوأ في مجال حرية الصحافة. حيث وضع مؤشر فريدوم هاوس للصحافة السودان من بين أسوأ ١٥ دولة عربية في مجال حرية الصحافة.
ويعتبر العام الماضي من أسوأ الأعوام بالنسبة للصحافيين عالميا، ففي العام الماضي حيث قتل ١٧٢ صحافيا في ٢٦ بلدا من بلدان العالم مقارنة ١٤٠ قتلوا العام الذي سبقه.