حملات الأمل في مواجهة الألم
شكرا لكل من جعله ممكنا 1
*هنالك احداث تقع بردا وسلاما على أرواحنا الملتهبة دائما بحمل هموم وأثقال تفوقها حجما بعشرات الأضعاف
….وتتضاءل أنفسنا أمامها بمحدودية مقدرتها التي تجعلها تتقلب وتتعذب عذاب الذي يرى ولا يقدر أن يصنع التغيير الذي يحلم به …لكن هناك دوما نفوسا لا تقنع وأروحا لا ترجع عما تؤمن به فتمضي رغم مهولة الصعاب …
*سعد الناس كثيرا بفوز منتخب الاطفال اليافعين من مدرسة ..موسى عبدالله ….بكأس قناة جيم لكرة القدم في الوطن العربي …..
*ومصدر سعادة كل الشعب السوداني بل وربما كل الجماهير التي تابعت وشاهدت هذه المباراة ليس أن أطفالا يافعين نجو من فشل الدولة في توفير التعليم الجيد ومستحقاته من الكتاب المدرسي الى قاعات الدرس والمنهج القويم الى صالات الرياضة وميادين كرة القدم ،بأن نجحوا في أن يحصدوا نجاحا من أرجل أطفال مثلهم توفرت لهم كل سبل الحياة الكريمة ،وحملتهم حكوماتهم على كفوف الراحة …لكن الأكثر من ذلك أنهم قدموا درسا بليغا يحتاج الى مجلدات من الكتب ليشرح ويدرس ؛درسا في (انهم يستطيعون ) …
*بالاصرار والالتزام والعزيمة من أجل اسم هذا السودان ..كان ذلك درسا في الوطنية من أطفال يبكون ويلعبون وهم مهزومين 2 /صفر لأنهم لم يفوزوا ويرفعوا اسم وطنهم عاليا ..وبحضور روحي وذهني ارتفع الى سمو السماوات نجح الأطفال في أن يتعادلوا ثم يهزموا الفريق المنافس ليفوزوا..ولكأن القدر الإلهي تدخل كي يطبب عليهم ويمسح على رؤوسهم بانهم يستحقون ….ليسوا وحدهم ولم تصنعهم الصدفة بل أن العطاء الحقيقي هو لذلك الاستاذ الانسان مدرس التربية الدينية في وقت ارتبط الدين بكل الخيبات من استغلاله والافساد باسمه من قبل عصابة تتحكم في شؤون البلاد والعباد الى صورة سلبية نمطية ترسخت عن مدرس الدين ورجل الدين وكل من يتحدث باسم الدين بانه مصدر للتخلف والرجعية وفي بعض الاحيان الكارثية! فمن استاذ الدين الذي اغتصب طفلة الى رجل الدين الذي اختلس الملايين يبقى ذلك الاستاذ قنديلا منيرا وسط عتمة لامتناهية …..ومن واقع لا يملك فيه المعلم غير أن يسحق بهضم حقوقه ..يلتفت الاستاذ هناك ليستخرج دررا مكنونة في عقول وأجساد أطفال صغار لا يملكون حق دخول المدارس الخاصة الفخيمة ولا المنافسة وسط الطبقات التي تشتري كل شيء لأولادها (بالقروش)…….
*من يقفون وراء هؤلاء الاطفال في تلك المنطقة النائية في ولاية الجزيرة مدينة ود مدني يستحقون كامل الشكر والتقدير …فرحم السودان ينجب كل ماهو جميل وقادر على التغيير رغم كل الظروف السيئة المحيطة من كل صوب …وأن هناك من يعملون في صمت وهدوء ليس بحثا عن عواصم لجوء تحل مشكلتهم ولا عقد اغتراب يحل مشاكلهم الذاتية (وهي تطلعات مشروعة لكل فرد في مثل هذه الظروف )ولكن من أجل هذا المجتمع ومن أجل الانسان في هذا المجتمع وأي شريحة ..الأطفال الشريحة الأكثر لامباللاة في تعاملنا معها و فقدانا للاهتمام من الدولة الرسالية …
*ما حققه هؤلاء الصغار يمكن أن يتكرر في مناشط ومحافل أوسع وأشمل ..مسابقات الفنون والثقافة …المقدرات العقلية والفكرية … طفل دارفور يفوز …وطفل من النيل الأبيض يدهش العالم بموهبته ..يستحق أطفالنا كل الخير ..جميعهم بلا تمييز بين ألوانهم أو سحناتهم أو طبقاتهم يجب أن تهيأ لهم فرص الحياة الكريمة …ليكرموا أنفسهم وأواطنهم ..كما فعلها فريق كرة قدم ….