كلمة التغيير: أكبر معضلتين أمام انتفاضة المستقبل!
اليوم السادس من أبريل 2016واحد وثلاثون عاما مضت على انتفاضة أبريل التي أطاحت بالدكتاتور الراحل جعفر نميري عام 1985 بوسائل النضال السلمي: التظاهر والعصيان المدني ثم انحياز الجيش للشعب استجابة للشعار المجيد: جيش واحد شعب واحد.
تحل هذه الذكرى والسودان يئن تحت وطأة أسوأ نظام دكتاتوري عرفه في تاريخه الحديث، ليس فقط بسبب ما أزهقه من أرواح وبدده من ثروات وفرص نهوض أو بسبب تخريبه غير المسبوق للدولة السودانية، بل لأن شراهة هذا النظام ورغبته الجنونية في التهام “الدولة” وليس “السلطة” فحسب، جعلت مهمة التغيير السلمي معقدة، وأبرز وجوه هذا التعقيد أن الشعب الواحد أصبح شعوبا! والجيش الواحد بات جيوشا! وهذه الوضعية تطرح على “أصحاب المصلحة في التغيير” قضيتين مفصليتين: الأولى: توحيد الشعوب السودانية حول مشروع وطني لخلاصها وإنقاذها من العدو المشترك ممثلا في النظام، والثانية: استعادة الجيش الواحد! جيش كل الشعوب السودانية، الجيش القومي والمهني الذي لا يشهر سلاحه في وجوه المدنيين العزل حماية لطاغية، بل يتدخل لصالح الجماهير في اللحظات التاريخية الحاسمة،فهل بعد كل عمليات التجريف عبر مجازر الصالح العام والإحالة للتقاعد المبكر والتي ما زالت مستمرة حتى الآن، وفي ظل استشراء مليشيات المرتزقة التي تحول بعضها إلى مراكز قوى قائمة بذاتها وبعضها الآخر موال للنظام، هل يمكن لقوى التغيير أن تراهن على خيار “جيش واحد شعب واحد”؟
تحل ذكرى السادس من أبريل والبلاد أكثر تعطشا للتغيير من أي وقت مضى ، ولكن العقود الثلاثة التي مرت تفرض بقوة استنهاض العقل السياسي السوداني لاجتراح الحلول غير التقليدية للمعضلات التي تقف في طريق “التغيير المفضي إلى الإطاحة بالنظام دون الانحدار إلى الفوضى والانهيار الشامل” واستنهاض الوجدان السوداني لرفض اي شكل من أشكال الاستسلام للدكتاتورية تحت وطأة الابتزاز بخطر”الفوضى الشاملة” ويكفي هذا النظام خزيا ودليلا على الفقدان الكامل للأهلية أنه يهدد المواطن بتدمير الوطن في حالة تجريده – اي النظام – من السلطة التي اغتصبها ذات ليلة ظلماء حسا ومعنى!