حوارات

الكابلي: لو اجتمعت الإنس والجن لصناعة فنان في هذه الظروف لما استطاعوا

حاورته في فرجينيا: أمل هباني (من سلسلة حصاد التغيير)،

الكابلي”للتغيير”:  

من أطلق شائعة وفاتي (يحبني موت) ومن الحب ما قتل

مناخي الفكري ليس فيه تعصب

هذا رأيي في”أغاني وأغاني” وأصوات البنات هي الأجمل! 

الفنان عبد الكريم الكابلي من إهرامات الغناء السوداني، شاعر وملحن ومثقف ومهتم بالتراث الشعبي، سطع نجمه في بداية الستينات عندما أنشد رائعة الشاعر تاج السر الحسن “آسيا وأفريقيا” في حضور الرئيس جمال عبد الناصر واتحف مكتبة الغناء السوداني بروائع خالدة غناها للوطن وللحب وللمرأة، التقته “التغيير الإلكترونية” في هذا الحوار ونتمنى ان يكون فاتحة لحوارات أخرى نغوص فيها أكثر في مشروعه الفني الكبير.  

*ماهي أسباب هجرة كابلي المتأخرة ؟

 ليست باختياري ولم احضر بصفة لاجيء اعطوني صفة (شخص له مقدرات متميزة)؛حضر ابني الكبير هنا قبل سنوات وحضرنا اليه …ساقضي فترتي هنا واعود ..

*يعني انك لن تستقر هنا في امريكا ؟

بالطبع لا وانا بخير وسأعود للسودان … وقد قلت شوقا لوطني عندما كنت بالسعودية

أشوف معناك في كل زول …شرب من طعمك المعسول

ده الخلاني فيك اقول …قدرما يرجى عمري الحول

كلاما بالغزل مغزول …ولحنا في البعاد موصول

وكيف ما أشيل هواك فصول….وقلبي برؤيتك مأهول

مسارح صيد ..مهاوي سيول …

شديرات حنة فوقها حجول

برق عبادي سوى الهول ..بصدق افعاله مابي القول

نوى اليابس على المبلول …قلب فرح الحرازة ذهول

*نسألك عن تلقيك اشاعة وفاتك(اطال الله عمرك)  بين فترة وأخرى ؟

في المرة الاخيرة اتصل بي الأحباب قلقين ؛لأن الذي اطلق الشائعة اطلقها بتجويد.حدد موعد  الدفن ،ووصول الجثمان ،هناك من اتصل بي وهو يبكي وانا كنت اقول لهم لاتحزنوا لأن من اطلق الاشاعة (يحبني موت) وكانت العرب تقول (من الحب ماقتل )

*هل تعرفتم عليه ؟

*هل لديك اعداء تتهمهم باطلاق الشائعات ؟

هذه الشائعات يصنعها الفراغ عادة ..الواحد لا يجد ما يفعله فيطلق اشاعة بموت احد المشاهير وهذه طريقة (ماحلوة)

*هل تتابع الساحة الفنية من السودان من امريكا ؟

-الى حد كبير اشاهد قنوات بعينها ..

*مارأيك بها؟

-لو اجتمع الانس والجن ليصنعوا فنانا في هذه  الظروف لن يقدروا على ذلك

*لماذا؟

اصوات جميلة جدا واداء جميل لكن أين الجديد ؟ كل الغناء المتداول في السودان هو الغناء القديم

*دعنا نتحدث مباشرة عن البرنامج الاكثر مشاهدة في السودان (أغاني أغاني) ..هو برنامج متهم بعدم التجديد ..إذ يظهر عبره الفنانون الشباب والاصوات الجديدة لكن بدون تجديد؟

-هل بمقدوره أن يجدد؟ لا أظن ملاحظاتي أن اصوات البنات أحلى واداءاهن متميز اكثر من الأولاد …لكن المضمون هو المشكلة ..أي شكل من اشكال الفنون لابد أن يكون له مضمون الموسيقى ؛المسرح ؛ الحركة لابد من مضمون ..

*من من هذه الاصوات الجديدة لفت نظرك ؟

لا اذكر الاسماء لكن بناتنا الجديدات يبشرن بخير كثير أن وجدت اعمال لها اهداف ومرامي وتؤثر على اخلاقيات الانسان ودواخله …

*ماهو رأيك في البرنامج بصراحة ؟

أخونا السر قدور يرجع الناس لاشياء قديمة لا يجب أن تندثر

*هناك نقد بأن البرنامج يقمع التنوع ويحتفي بمنطقة معينة وحقبة تاريخية معينة الحقيبة، الستينات، السبعينات ؟

– هذا طبيعي ..بالنسبة لي هو مرتبط بهذه الاشياء ؛ولا اتوقع أن يأتي بشيء لم يعاصره ولم يحس به ولو عاش مائة عام لن يقدم الا ماعاصره ..وهذا تراث وشيء جميل وكلنا غنينا أغاني  التراث واغاني الدلوكة والشكارات ….ناس الآثار بقولوا الفن القديم لن نتعرف عليه إذا لم تؤده أجيال جديدة ….

*المؤلفون والفنانون الشباب يعتقدون أنهم خرجوا من عباءة الأجيال القديمة في الغناء السوداني وأنهم قدموا شكلا جديدا خاصا بهم  في الشعر الخفيف والغناء الحديث …

القضية ليست في خفيف أو ثقيل ..القضية قضية معاني ؛قبل فترة بسيطة كنت استمع لاغنية تقول كلماتها (تلقى مني مذلة …افكك منها الله) ..أي تطور هذا ؟وفي أي خانة يوضع هذا الغناء ؟

*ماهي المشكلة في نظرك ؟

دور الفنون هو دور كبير ومتعاظم ..الفن هو مرآة المجتمع  …إذا انخفض الفن فهناك مشكلة لأنه يعبر عن الحياة ..

وماهي مطلوبات تطور الفن والغناء بشكل خاص ؟

أجاوبك من كلامي الأخير ….من خلال ارتقاء الحياة

*هناك فنانون يشكون من عدم عدالة توزيع الفرص ؛وأن هناك من تفتح لهم وسائل الاعلام ويحظوا بفرص الظهور الاعلامي والإعلاني والمشاركة في المنابر ..وهناك من هو مغضوب عليه سياسيا واعلاميا ولا يجد أي فرصة ؟

-أنا لا أحب السياسة رغم أنها هي القضية الكبرى في الحياة …لكن هذا هو الحاصل

*غنيت للمرأة ولك اهتمام بقضاياها وهمومها ..مارأيك في حراك المرأة في السودان ؟

لا يمضي الحراك بالايقاع المطلوب ؛المرأة خرجت باكرا في العمل العام من الصحافة الى القضاء الى غيرها وقادت السيارة باكرا ..لو استمرت بنفس المنوال لاصبح الواقع مختلفا الآن.

 *ماهو جديد كابلي ؟

أغنية جراح المسيح .. للشاعر الراحل عزيز التوم منصور ويقول مطلعها :

ياجراح المسيح هل عرف الناس جراحا كما عرفتي الجراحا

…ياجراح المسيح هل عرف الناس سماحا كما عرفتي السماح

….واعمال أخرى ..

*كلمة أخيرة لجمهورك ومحبيك في السودان ؟ 

-الأمنيات الخيرات ..وليس من باب التعصب (لأن في مناخي الفكري لايوجد تعصب ) ،لكن نحن لدينا قيم كبيرة والانسان السوداني يستحق أن ينال كل خير ؛واتمنى أن يركن الجميع للعقل وعليهم الاهتمام بالفنون وقضية المرأة وقضية الانسان .

 

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى