تغطية مستمرة لمواكب 7 فبراير: اعتقالات وتعذيب والمظاهرات تنتقل إلى الأحياء
تحول الاحتجاجات إلى أحياء الخرطوم
الخرطوم – التغيير- انتقلت التظاهرات إلى أحياء عديدة في الخرطوم، وتشهد منطقة بري تظاهرات حاشدة يشارك فيها مئات من أهل المنطقة ومن خارجها، كما شهدت منطقة الصحافة جوار منزل أحد شهداء التظاهرات الأخيرة طالب الطب محجوب التاج تظاهرات تندد بالقتل وتطالب بالقصاص، كما شهدت منطقة شمبات مئات المحتجين وهم يهتفون بسقوط البشير ، وأطلقت القوات الأمنية الغاز المسيل للدموع واستخدمت الهراوات والعصي لتفريق المتظاهرين
وعادت التظاهرات إلى وسط الخرطوم بعد أسبوعين من انتشارها في مدن وأحياء الخرطوم، وتم اعتقال المئات في وسط الخرطوم
اعتقالات وتعذيب المتظاهرين في “أبوجنزير”
الخرطوم – ( التغيير)- شنت القوات الأمنية حملة اعتقالات واسعة على المتظاهرين وسط الخرطوم، ويقدر أعداد الذين تم اعتقالهم ظهر اليوم الخميس بالمئات، ورصدت التغيير عددا من المتظاهرين لحظة القبض عليهم ورفعهم في “بكاسي” تتبع للأجهزة الأمنية، وتعرض كثير من المتظاهرين من الجنسين للضرب في لحظة الاعتقال.
وأغلقت القوات الأمنية شوارع رئيسية أمام حركة السير، الأمر الذي تسبب في ربكة وزحام في مناطق وشوارع في وسط الخرطوم، وأغلق بشكل كامل شارع القصر من جهة تقاطع شارع البلدية في المنطقة المعروفة ب”أبوجنزير”.
واحتجزت قوات الأمن المعتقلين في “أبوجنزير” في منطقة مكشوفة، وحاولت منع المواطنين من مشاهدتهم
وأجبر المتظاهرون على الجلوس على الأرض بعد أداء عقوبات ” أرنب نط” ، وضرب عدد منهم قبل أن يسمح لهم بالجلوس
وتم ترحيل نساء وفتيات في حافلات مظللة إلى جهات غير معلومة، بينما ظل المحتجزون من الرجال يجلسون على الأرض في أبوجنزير
التغيير: الراكوبة، ندد المتظاهرون في مدينة خشم القربة بولاية كسلا، بمقتل المعلم الشهيد أحمد الخير عوض الكريم، بالتعذيب داخل معتقلات جهاز الأمن.
وتظاهر مواطنو خشم القربة يوم الخميس، مطالبين بالقصاص من قتلة عوض الكريم، ورددوا هتافات تنادي بالحرية والسلام والعدالة، وإسقاط النظام فوراً.
وخرجت المظاهرات من منزل الشهيد أحمد وجابت عددا من شوارع المدنية.
وكان ناشطون وحقوقيون قد أكدوا استشهاد المعلم أحمد الخير عوض الكريم بالتعذيب داخل معتفلات جهاز الأمن,
وقالت الحكومة السودانية إن عوض الكريم قضى بالتسمم الغذائي بعد تناوله طعاماً رفقة اثنين من المعتقلين واثنين من جهاز الأمن، وهو ما رفضته أسرة الأستاذ أحمد الخير، مؤكدة أن ابنها تعرض لتعذيب وحشي بما في ذلك الاعتصباب، قبل أن يسلم روحه إلى بارئها.
مظاهرات كبيرة وسط الخرطوم
التغيير، -شوقي عبد العظيم- التغيير- يشهد وسط الخرطوم تدفقا للمتظاهرين استجابة لدعوة تجمع المهنيين “لمواكب ضحايا المعتقلات والتعذيب” وهتف المحتجون “سليمة سلمية” ضد الحرامية
ولم تتمكن الشرطة من تفريقهم وبالذات المتجمهرين في موقف المواصلات المعروف بموقف الاستاد لاختلاط المتظاهرين مع المواطنين ووجود المركبات العامة في الوسط
وشارك عدد من المواطنين في الهتاف ونزل البعض من المركبات العامة للمشاركة مع المحتجين
خلفيات عن انتفاضة ديسمبر و “تجمع المهنيين السودانيين”
تشهد مدن السودان منذ 19 ديسمبر 2018 مظاهرات متواصلة تطالب برحيل نظام البشير، هي الأكبر في تاريخ البلاد منذ استقلالها عام 1956 .
وكانت نقطة البداية في مدينة عطبرة(350 كلم شمال الخرطوم) التي اجتاحتها موجة كبيرة من الاحتجاجات صباح الأربعاء 19 ديسمبر بعد مضاعفة أسعار الخبز.
واجتاحت موجة التظاهرات المدن الرئيسية في شمال السودان مثل دنقلا والدامر وبربر ثم العاصمة الخرطوم ومدني و القضارف وبورسودان شرقا وبعد ذلك انتقلت إلى كل المدن الرئيسية في البلاد وتوسعت لتشمل القرى والأرياف في تطور غير مسبوق في تاريخ الاحتجاجات الشعبية في البلاد.
وكانت الضائقة الاقتصادية ممثلة في أزمة الخبز والوقود والغلاء وشح السيولة في البنوك لدرجة حرمان المواطنين من سحب مدخراتهم ، سببا مباشرا في اندلاع المظاهرات التي اتخذت منذ البداية طابعا سياسيا انعكس في الهتافات:”حرية سلام وعدالة والثورة خيار الشعب” ، “الشعب يريد إسقاط النظام” ، “تسقط بس”.
وواجهت القوات الأمنية والشرطية المتظاهرين بعنف مفرط استخدمت فيه الرصاص الحي والمطاطي وقنابل الغاز المسيل للدموع بكثافة الأمر الذي أدى منذ البداية لمقتل عدد من المتظاهرين وإصابة آخرين بجروح خطيرة فضلا عن شن حملة اعتقالات كبيرة.
وفرضت السلطات حالات طوارئ وحظر تجوال في عدد من المدن كما علقت الدراسة في معظم الجامعات والمدارس بالبلاد قبل ان تستأنف في بعضها.
وشهدت الأيام الأولى للمظاهرات إحراق دور حزب”المؤتمر الوطني” في كل من عطبرة ودنقلا والقضارف وبعض المؤسسات الحكومية مثل ديوان الزكاة وبنك الخرطوم فرع القضارف دون إصابات لأشخاص .
“إعلان الحرية والتغيير”
وفي 1 يناير 2019 بادر “تجمع المهنيين السودانيين” بتنظيم وقيادة المظاهرات وأصدر وثيقة سياسية باسم “إعلان الحرية والتغيير” وأهم بنوده تنحي البشير وتكوين حكومة انتقالية لاربع سنوات تؤدي مهام أساسية وفي نهايتها تجرى انتخابات “حرة نزيهة”.
ووقعت على “إعلان الحرية والتغيير” تحالفات المعارضة الرئيسة في السودان وعدد من القوى المدنية والسياسية المعارضة.
وبعد ذلك أصبح “تجمع المهنيين السودانيين” عبر صفحاته الرسمية في مواقع التواصل الاجتماعي(فيسبوك وتويتر وغيرها) يدعو إلى المظاهرات والمواكب المطالبة برحيل النظام وفق جداول زمنية معينة وخرائط تحرك في مختلف مدن وقرى السودان.
وشهد الحراك الشعبي بقيادة “تجمع المهنيين السودانيين” ومشاركة القوى الموقعة على إعلان “الحرية والتغيير” تصاعدا كبيرا طيلة شهر يناير إذ خرجت مئات المظاهرات في كل أقاليم البلاد ملتزمة “بالسلمية” وخلت من كل مظاهر العنف واتسمت بالدقة في المواعيد حسب مراقبين.
أبرز القوى السياسية الموقعة على إعلان الحرية والتغيير:
- “تجمع المهنيين السودانيين”
- تحالف” نداء السودان” بقيادة الامام الصادق المهدي (أبرز مكوناته حزب الأمة بقيادة الصادق المهدي، وحزب المؤتمر السوداني، والحركة الشعبية لتحرير السودان شمال بقيادة مالك عقار، وحركة تحرير السودان بقيادة مني أركو مناوي ، وحركة العدل والمساواة بقيادة جبريل ابراهيم، ومبادرة المجتمع المدني).
- تحالف “قوى الإجماع” بقيادة الأستاذ فاروق أبو عيسى (أبرز مكوناته الحزب الشيوعي وعدد من الأحزاب القومية ناصرية وبعثية)
- التحالف الاتحادي المعارض ويضم أحزابا اتحادية منشقة عن الحزب الاتحادي الديمقراطي بقيادة السيد محمد عثمان الميرغني الذي يشارك في الحكومة الحالية.
ما هو “تجمع المهنيين السودانيين”؟
“تجمع المهنيين السودانيين” تأسس عام 2013 بعد احتجاجات سبتمبر/أيلول التي قُتل فيها أكثر من 200 متظاهر على الأقل حسب منظمات حقوقية، يتكون من نقابات للأطباء والصيادلة والبياطرة والمهندسين والمدرسين والمحامين والصحفيين وأساتذة الجامعات، وهي كيانات نقابية موازية ومعارضة للنقابات الرسمية المسيطر عليها حكوميا.
تم الإعلان عنه رسميا في أغسطس/آب 2018 في ظل تعتيم على أعضائه وهيئاته لأسباب أمنية.
وأهدافه:
تكوين تجمع يحظى بالثقة لقيادة المعارضة عوضا عن الأحزاب التقليدية.
إيجاد بديل للنقابات الرسمية التي يسيطر عليها النظام.
إيجاد أداة لتنفيذ العصيان المدني والإضراب كوسيلة سلمية للتغيير السياسي.
وأبرز التنظيمات المكونة للتجمع هي:
تحالف المحامين الديمقراطيين
شبكة الصحفيين السودانيين
لجنة الأطباء المركزية
لجنة المعلمين السودانيين
وأبرز مطالبه :
التنحي الفوري للرئيس عمر البشير دون شروط
تشكيل حكومة انتقالية من كفاءات وطنية لأربع سنوات.
وقف الانتهاكات وإلغاء القوانين المقيدة للحريات.
وتم الاتفاق على تفاصيل هذه المطالب في وثيقة باسم “إعلان الحرية والتغيير” في 1\ يناير \ 2019 في الخرطوم.
فيديو عن تجمع المهنيين بقناة العربية
https://www.youtube.com/watch?v=jmGq28G6o0E
المجتمع الدولي يدخل على الخط
أصدرت دول الترويكا(الولايات المتحدة الأمريكية والمملكة المتحدة والنرويج وكندا) بيانا في الأيام الأولى للمظاهرات دعت فيه الحكومة إلى احترام حق التظاهر والتعبير السلمي.
كما دعا الاتحاد الأوروبي الحكومة للتحقيق في “قتل المتظاهرين” وإطلاق سراح المعتقلين.
أما أمريكا فقد أدانت عبر بيان صادر عن وزارة خارجيتها ما وصفته “بالعنف المفرط” بواسطة السلطات الأمنية في السودان ورهن البيان الصادر في 23 يناير 2019 تحسين العلاقة مع الخرطوم لإصلاحات سياسية واحترام حقوق الإنسان.
حصيلة القتلى:
والجدير بالذكر أن 57 متظاهرا على الأقل قتلوا برصاص القوات الأمنية أو دهسا بسياراتها فضلا عن مئات الجرحى وأكثر من 1000 معتقل.
وفي 1 فبراير توفي ثلاثة معتقلين تحت التعذيب هم فائز عمر آدم وحسن طلقا بجنوب كردفان، أحمد الخير عوض الكريم وهو معلم شارك في مظاهرات بمدينة خشم القربة شرقي البلاد.
ويحظى الحراك الشعبي الحالي ضد نظام البشير بإجماع كبير بين مختلف الفصائل السياسية المدنية والمسلحة والمساجد التي انطلقت منها التظاهرات والخطب المطالبة بتنحي البشير، فضلا عن تأييد ومشاركة نجوم الرياضة والفن والأدب.
وتعاطف مع المظاهرات علنا بعض أفراد من الجيش والشرطة والأمن في سابقة هي الأولى من نوعها في عهد البشير الذي استولى على السلطة بانقلاب عسكري دبره “الإسلاميون” منذ عام 1989م.