التغيير تدخل عامها السابع وقد كسبت الرهان!
في الثالث من مايو عام 2013 دشنت “التغيير” حضورها في الفضاء الاسفيري كصحيفة مستقلة ذات رؤية، تهدف للمساهمة في استنهاض الوعي السوداني في اتجاه هزيمة الاستبداد والفساد وبناء البديل الديمقراطي التعددي المستوفي لشروط الحكم الراشد، واختارت عن قصد هذا التاريخ الذي يصادف اليوم العالمي لحرية الصحافة لأنها في الأساس أحد مشاريع “الإعلام البديل” التي تهدف إلى إبراز الأخبار والمعلومات والآراء المحجوبة عن الرأي العام السوداني بفعل انتهاكات “النظام الشمولي” المنهجية لحرية التعبير بهدف التستر على الفساد وانتهاكات حقوق الإنسان وتحصين قادة النظام الدكتاتوري وأجهزته “القمعية” من المراقبة والنقد.
شعار “التغيير” الذي اختارته عن قصد هو”رهان على الشعب”، ولذلك فإن لعيدها السادس مذاقا مختلفا تماما، إذ أنها كسبت الرهان! فهي تحتفي اليوم بذكرى تأسيسها في أجواء انتصار وطني كبير، بدأ بالإطاحة بعمر البشير ولم يتوقف عند ذلك، بل ما زال السودانيون في الشوارع معتصمين بأهدافهم العزيزة في الانعتاق من النظام الفاسد المستبد عبر بلورة وتنفيذ مشروع للانتقال الديمقراطي يفكك بنية الشمولية الكامنة في “الدولة العميقة”، عبر حزمة من الإصلاحات الهيكلية في مؤسسات الخدمة العامة(مدنية وعسكرية)، وفي إطار دستوري وقانوني ومؤسسي مشبع بروح ثورة ديسمبر المجيدة التي قلبت الطاولة على كل مشاريع الاستسلام للطاغية والتعايش مع الاستبداد.
ما زالت المعركة المصيرية ضد الاستبداد والفساد مستمرة إذ يتصارع في الساحة تياران رئيسان: تيار الثوار الذي يهدف لاقامة نظام ديمقراطي مدني يضع البلاد في حالة قطيعة مع نظام الإنقاذ وتحويله فعلا إلى “عهد بائد” عبر تغييرات هيكلية في مؤسسات الدولة تصفي “دولة التمكين الحزبي” لصالح “دولة الوطن”، وعبر محاكمة رموز النظام السابق المتورطين في جرائم الفساد وانتهاكات حقوق الإنسان وتخريب الدولة السودانية في سياق عملية جادة للعدالة الانتقالية، وتيار الثورة المضادة الذي يسعى إلى إعادة انتاج الاستبداد إما عبر استعادة سيطرة الانقاذ على البلاد بالاعتماد على الدولة العميقة وعرقلة الإصلاحات الجوهرية والسيطرة على إدارة التريبات الانتقالية عبر الوكلاء الخفيين، أو استبدال نظام الإنقاذ بدكتاتورية جديدة.
تستشرف “التغيير” اليوم عامها السابع في هذه المرحلة التاريخية الصعبة والمعقدة من تاريخ السودان بذات رهانها على الشعب السوداني، وبذات استقلاليتها التي تعني أن قواعد النشر فيها نابعة من سياستها التحريرية ورؤيتها التي توافق عليها مؤسسوها، ولكن”التغيير” ليست (محايدة) بل لها التزام فكري وأخلاقي لتعزيز حقوق الإنسان والديمقراطية والحكم الراشد في السودان باعتبارها مصالح استراتيجية للشعب السوداني وشروطا أساسية لتحقيق السلام والعدالة والحرية والتنمية له، ولها اهتمام خاص بقضايا تحرير وتمكين المرأة، وحماية المجتمع من التطرف الديني والإرهاب. ودور الصحيفة في كل ذلك هو المساهمة في بناء وعي تقدمي مستنير بهذه القضايا عبر مساعدة القارئ السوداني في تلقي الأخبار والمعلومات الصحيحة ، والاطلاع على الآراء المتنوعة حول قضاياه السياسية والاقتصادية والاجتماعية، وربط الأحداث الرئيسة في الحياة العامة بسياقاتها الكلية داخليا وخارجيا عبر التحليل والخلفيات المصاحبة للأخبار.
وتأسيسا على كل ذلك فإن “التغيير” تجدد العهد مع قرائها وقارئاتها على الالتزام المبدئي بقواعد المهنية(المصداقية والدقة والتوازن والنزاهة والاسقلالية)، وفي ذات الوقت الالتزام الوطني بإنجاح الانتقال الديمقراطي وهزيمة “الثورة المضادة”.
وفي هذا السياق فإن تجربة التغيير “مفتوحة باستمرار على النقد والتطوير” ومن هنا يأتي دور القارئ والقارئة من خلال التفاعل الايجابي مع الصحيفة بالنقد أو تقديم المقترحات أو المعلومات.
و”التغيير” إذ تهنيء الشعب السوداني بما حققه من نصر، فإنها تترحم على كل شهداء النضال السوداني في سبيل الحرية، وتدعو إلى تخليد أسمائهم في نصب تذكاري وابتدار عمل مؤسسي لمساعدة أسرهم، ولتقديم الدعم المادي والمعنوي للجرحى والمعاقين، وبالطبع يظل أكبر وفاء لهم بتكريس القيم والمبادئ التي ضحوا بأرواحهم في سبيلها.
كل عام والصحافه بخير وبرى كلاكله عباسيه / ل (التغيير ) وصحف الحق أثر كبير ودفعه قويه للثوريه / وفى الداخل فرسان تنوير بى خطابات وصحف ورقيه / لسه الباقى امامنا كتير وبعدو نضمن الحريه .