أخبار

دهاليز التشكيل الوزراي … أسرار ترشيح مدني وابعاد قمر الدين

مارثون الجنسيات والمنظمات والثورية والحرية والتغيير

التغيير” الخرطوم – كشفت مصادر مطلعة لمسات اللحظات الأخيرة داخل دهاليز تشكيل الحكومة الانتقالية في السودان وأكدت وجود خلافات بين رئيس الوزراء عبد الله حمدوك، وقوى الحرية والتغيير في طريقة اختيار وتبديل الوزراء، ومثل ترشيح القيادي مدني عباس مدني، أكثر مناطق الخلافات سخونة وسط احتجاج على ابعاد مرشح الخارجية الأكثر حظوظاً عمر قمر الدين وسط بروز مؤشرات لتدخل المجلس العسكري وجهات خارجه في عملية الاحلال والإبدال.

وعلمت ” التغيير الإلكترونية ” أن رئيس وزراء السودان، أبعد بعض المرشحين ثم أعادهم ثم أبعدهم في مفاضلات لم يفصح عن تفاصيلها، و وأشارت الى محمد عبد السلام مرشح وزارة العدل وترجيح اختيار نصر الدين عبد البارئ بديلاً له، وترشيح مدني عباس مدني، لمجلس الوزراء ثم تحويله الى وزارة التجارة والصناعة في وقت رشحت فيه أنباء باحتمال ابعاده من التشكيل نهائياً.

الناشط عمر قمر الدين

واكت المصادر ” أن الجبهة الثورية ” تقف بشدة ضد ترشيح مدني، وقالت المصادر ” إن مدني، كان متعنتاً في اجتماعات القاهرة بين الثورية والحرية والتغيير، ورفض طرح المحاصصة في المؤسسات الانتقالية، وهو ما أعلنه كذلك في منطقة بري، وأكد مدني أن ترشيح المفاوضين يعد أمراً غير أخلاقي. وكتب القيادي في الثورية ياسر عرمان، على حسابه في فيسبوك ” مدني عباس مدني ممثل أحد كتل المجتمع المدني ، كان مفاوضاً بالنيابة عن الحرية والتغيير وأعلن معارضته لتولي المفاوضين مواقع حكومية في حكومة الحرية والتغيير ثم رشح لوزارة مجلس الوزراء تحديداً ،ورشح في الاخبار أنه قد تم إختيار غيره ”  وأضاف عرمان  “كانت هنالك حملة واسعة ضده اصبحت قضية رأي عام من مصلحته ومن مصلحة كتلته ؛توضيح الحقيقة للرأي العام حتى تستبين الحقائق وينجلي الامر” واعتبر عرمان أن  “من مصلحة الدكتور عبدالله حمدوك أن يختار بديلاً لمدني ؛ وهو يشق طريقه نحو بداية جديدة تكون الشفافية أحد أركانها” وكان رئيس الجبهة الثورية السابق مني أركو مناوي قد وجه مدفعيته أيضاً من منصة موقعه ضد ترشيح مدني، وأرسل عدة تغريدات رافضة لترشيح الرجل.

ودرس مدني عباس مدني، جامعة الخرطوم في كلية الاقتصاد والعلوم السياسية، وكان أحد قادة تيار الطلاب المحايدين في الجامعة، في منتصف التسعينات في القرن الماضي، وبرز مدني في الحياة المدنية والسياسية في السنوات الأخيرة حيث دفع به تجمع المدنيين الى وفد التفاوض ، كما أن الرجل هو نجل وزير الداخلية الأسبق في الحكومة  انتفاضة ابريل ١٩٨٥ و مدير عام الشرطة السودانية عباس مدني. في عهد المشير جعفر محمد نميري. وتتمسك الحرية والتغيير بترشيح مدني، لمنصب مجلس الوزراء باعتباره الممثل الوحيد للقوى الثورية، حيث كان ضمن الفريق المفاوض خلال المفاوضات مع المجلس العسكري والتي أدت الى اعلان الاتفاق السياسي والوثيقة الدستورية في السابع عشر من اغسطس الماضي.

وعلى جانب أخر أبدى حزب المؤتمر السوداني اعتراضه على ترشيح مدني في منصب وزارة التجارة والصناعة بعد أن كان الحزب داعماً لترشيحه في منصب وزير مجلس الوزراء، وقال بيان الناطق باسم الحزب محمد حسن عربي ” التزمنا فى حزب المؤتمر السودانى بالتعهد المعلن و المتمثل في عدم المشاركة فى مجلس السيادة و مجلس الوزراء ولم نقدم مرشحا من الحزب لاى من هذه المواقع و سحبنا واعتذرنا لمن قدم مننا اى مرشح وعلى رأسهم رئيس حزب المؤتمر السودانى عمر يوسف الدقير” وأضاف ” .وافقنا ضمن قوى الحرية و التغيير على ترشيح مدني عباس للوزارة فى منصب وزير رئاسة مجلس الوزراء لاعتبارات عديدة ونحن نعتقد أنه يتمتع بالكفاءة اللازمة لذلك” إلا أن عربي، يرى أن دعم المؤتمر السوداني،  لترشيح مدني، عباس فى وظيفة وزير رئاسة مجلس الوزراء لا يعنى دعما له على بياض فى كل الوزارات” وقال ” هناك مرشحين يتمتعون بالكفاءة من حيث التأهيل و الدراسة و الخبرات فى مجال التجارة و الصناعة وهذه وزارة مفتاحية فى الاقتصاد الوطني ولا ندعم فيها اى مرشح لا يتمتع بالكفاءة”

ولم يفصح حمدوك عن أسباب رفض مرشحين أو تحويلهم من وزارة الى أخرى، الأمر الذي يثير عدداً من التساؤلات والشكوك وتدخل العسكريين في المجلس السيادي ضد ترشيح بعض المرشحين مثل عمر قمر الدين، وهو ناشط سوداني يقيم بالولايات المتحدة الأمريكية وعمل في مؤسسات ومنظمات أمريكية أبرزها ” منظمة كفاية ” إلى جانب الأمريكيين جون براندارقاست، أحد مستشاري الأمن القومي الأمريكي في عهد الرئيس الأسبق بيل كلينتون، والنجم العالمي جورج كلوني.

وعزت المصادر ابعاد قمر الدين، إلى علاقاته مع المنظمات الأمريكية ووقوفه  الداعم الى تسليم المتورطين في جرائم حرب في دارفور الى المحكمة الجنائية، والمطالبة بفرض عقوبات على الحكومة السودانية. وعين حمدوك، السفيرة أسماء محمد عبد الله في المنصب انتصاراً للنساء حسب تفسيره فيما أخال المرشح الثاني للخارجية السفير عمر منيس، إلى منصب وزير مجلس الوزراء بديلاً لمدني عباس مدني.

وكان المؤتمر السوداني، أحد القوى السياسية الداعمة لترشيح عمر قمر الدين، على رغم أن الحزب لم يدفع بعضويته في الترشيح، إلا أن قمر الدين، كان منتمياً لتنظيم مؤتمر الطلاب المستقلين خلال دراسته بجامعة الخرطوم في ثمانينات القرن الماضي. وقال الحزب ”  ينتابنا قلق عميق من عدم اعتماد ترشيح عمر قمر الدين فى وزارة الخارجية وعدم اعتماد أية واحد من المرشحين الاخرين وبالنظر إلى أن البديل من الحقل الدبلوماسي نتمنى له التوفيق فى مهمته” إلى ذلك أثار عسكريون بالمجلس السيادي أمر حملة الجنسيات المزدوجة، وهو ما قد يعيق ترشيح محمد عبد السلام في منصب وزارة العدل، حيث يحمل الجنسية البريطانية مثلما تزوج من امرأة أجنبية، إلا أن المصادر لم تؤكد أن كان سيتم تبديله بالمرشح الثاني نصر الدين عبد البارئ.

 

تعليق واحد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى