أعمدة ومقالات
خالد فضل يكتب:المهنيون الجدد والدرب المشوبو كبارم
الاسبوع الفائت كنت قد كتبت كلمه عن غياب السلام وهشاشة الوحده جراء فقدان المشروع الوطنى الذي يمثل البوصلة الهادية والمرشد للفعل السياسي والتنموى.
نظرت فيما جرى من وقائع المؤتمر الصحفى الذي اقامه جماعة من سكرتارية تجمع المهنيين السودانيين،فالفيتهم من جيل الثورة،ومن شبابها الباتع من ذوى الصيت الحسن والجهد المعلوم ،تقدموا الصفوف يوم حمي الوطيس،وابلوا في نشدان حقهم حق الوطن وشعبه افضل بلاء، فما الذي دفعهم بغتة حتى صاروا عن اكمال تشييد حلمهم زاهدين، ظنننت انه الشديد القوى ذاك الذي يدفع امثال مولانا التاج وطه والاصم لملاواة وملاومة رفاق الهم والبلوى في شان منصب في حكم الديمقراطية دوار، لم يرق لي الامر وعشمى في هذا الجيل جد كبير،لانهم ولابد قد هضموا صنوف البلاء الذي حاق ببلادنا منذ فجر استقلالها فما ارتهنوا للقديم السائد بل خرجوا على الناس في تمام الواحدة ظهرا بتوقيت الثورة يهتفون حريه سلام وعدالة،تلك المعانى التي لايصلح بناء مداميك مشروع البناء الوطنى الا بها .
لقد شجر الخلاف حسبما فهمت اثر عملية انتخابية جرت بعد انتهاء الامد المحدد للسكرتارية السابقة،والتى بحق انجزت صعوبات الجبال ،وفى تقديري فان صعوبات السهل اقسى،ذلك اوان اختبار مجري الديمقراطية في صميم وعى الثوار،ولن نكون طوباويين ننشد بلوغ الكمال تبعة واحدة ،فالديمقراطيه كالطفل تبدا هشه تعتورها كلما يعتور الطفل من حساسية ومرض ومن عدم قدرته على معرفة قواعد السلوك الشخصي حتى في المسائل الحيويه كالاخراج مثلا،لكن بصبر الوالدين وحرصهم عليه يقوي عودهم وتكتمل امرأة كامله العقل او رجلا هميما،هكذا الديمقراطيه التى لن تستقر الا بعد ممارسة مستمره لها، وهو الامر الذي كنا نعشم فيه عندما نعود الي الوراء ننظر في تاريخ مجتمع المتعلمين علي وجه الخصوص منذ ايام الاستعمار وحتي بلوغ الاستقلال، وهذا هو الباب الذي نسميه بفقدان المشروع الوطنى المؤسس لمقبل الاجيال.
انقسم الخريجون وكانوا قد لملموا شعثهم في مؤتمرهم الشهير ،الذي سرعان ما تقاذفته اهواء مؤسسيه ذاك مع طائفة الختمية
وهذا تحت لواء الانصار،ومابين السيدين لم تركز الجهود ولم يمتد النظر في معظم الاحوال لتشييد البناء المنتظر ،هذا درب مشاه كبارنا فما جنينا سوى مانراه اليوم من نعيق البوم فوق الاطلال،ولا يغرنك ميلاد شوامخ العمارات على ضفاف النيل،فهذا جزء من نمط التفكير السقيم الذي ساد بلادنا فاهمل الزرع والضرع بل اهمل الانسان وتطاول في البنيان ،نريد العوده لمنصة التاسيس فنري ٧٠%من شعبنا اصحاب رعى وزراعة وجلهم في الارياف والنجوع القصية التى بالكاد يصلها المهنيون في عيادات المستشفى او وابورات المشروع او وكالة النيابة .او ليس تجمع المهنيين هم هؤلاء ،مكانهم في كل حقل زراعيين بياطرة مهندسين صيادلة واطباء …الخ،فما بالهم يتشاجرون حول مكاتب في الخرطوم!
انما رشح من اسباب الخلاف وسيطرة الحزب الشيوعي علي جل مقاعد السكرتارية امر معتاد فالتجمع منظومة سياسية ولاشك وفي العمل السياسي يجوز التكتيك ولكن تبقى العبرة الى اي مدى يلتزم الفائزون بمبادئ واهداف منظومتهم التى تقلدوا زمام قيادها.وقد ازعجنى قول الناقمين على عملية الانتخاب الجديدة ان السكرتارية الجديدة تسعى لاسقاط النظام ،فركت عينى لاتاكد من صحة ماقراته من حروف ،ولولا اننا في العام 2020 لقلت انه العام 2018 وبدايات 2019 في ذاك الزمن كان الهدف السعى لاسقاط النظام،فهل معنى ذلك ان الحزب الشيوعي المتهوم بالسيطرة علي تجمع المهنيين يريد اسقاط النظام الذي كان له في تاسيسه نصيب؟صراحة لم افهم هذه ،وأربأ بالشيوعيين ان يعيدوا تجربة 1971 ,تلك التجربة التى كانت وبالا على الحزب والوطن بأسره ،ثم اليس من حق الاخرين ان يروا في فتية الاتحادى الديمقراطى(العهد الجديد)في بعض ممارساتهم على الاقل او مناوشاتهم خاصة في كار الاطباء مايمكن وصفه بمحاولة السيطرة الحزبية؟واذا كان حزب المؤتمر السودانى يعد في تقديري من اميز الاحزاب السودانية في جانب الممارسة الديمقراطية وتبادل المواقع القياديه ،كما راينا في انتخاب المهندس الدقير بعد انتهاء دورة الاستاذ ابراهيم الشيخ وهو الامر الذي لم يحدث في اى حزب سودانى اخر، تلك الاحزاب التى تنتهي فيها دورة الرئيس او الامين العام بالموت او طوفان الثوره الشعببه واسقاط النظام كما في حاله البشير مثلا ،رغم ذلك لاينجو المؤتمر السودانى من تشكيك البعض بانه يسعى للهيمنه والسيطرة على تجمع المهنيين،وهناك من يزعم بانه يسعى لوراثة الثورة بالاتفاق مع الصادق المهدى ،فهل نركن بهذه الشكوك ام الواجب الملح على المهنيين تحديدا ان يبادروا بتقديم نموذج مختلف في الممارسة الديمقراطيه وان يضيف الجيل الجديد البصمة الغائبة حول ادارة الاختلاف بروح ديمقراطية ،فقد شبعت بلادنا من الانقسامات طولا وعرضا شمالا وجنوبا .والله المستعان