اخلاص نمر
**كان الحلم ..السلام والامان والاستقرار ، في الوطن الذي جلده المخلوع وعصبته ، بل نحروه هؤلاء ، واصطفوا على الرصيف ، يتأملون اللحظات الاخيرة التي سيلفظ فيها انفاسه ، تكالبوا على اراضيه ومزارعه وماشيته ، وقبل هذا على مواطنه ، الذي اصطادوه بالبنادق والمدافع ، وتلذذوا بطعم الدم ، لذلك جاءت محاولاتهم بصنع سلام للوطن ، محاولات باهتة وصورية بحتة، لم يجد مواطن دارفور السلام ، ولم تتركه العصبة ، للعيش في سلام ، فكانت المعسكرات ، هي المأوى والحياةوالمشفى ، ولابديل لهما الا الصبر فقط!!!
** ابتدعت حكومة المخلوع ، ما اسمتها بالسلطة الاقليمية لدارفور ، تلك السلطة التي لم تكن غير لعنة على دارفور نفسها ، لم يجد منها المواطن ريحا مسكا يهب على الاقليم ، ينثر مسكه، فتاخذه الى حواكيره المستلبة لتعود الحياة لسابق عهدها الاول ، بل كان اول المؤشرات وعند وصول التجاني السيسي لاستلام السلطة ، هو الخوف الذي بثه في نفوس المواطنين ، بوجود سبعة سيارات من الاحتياطي المركزي ، تبعته كظله في زيارته للمعسكرات!!
** قبل ايام قلائل عاد السيسي ، وبعض من مؤيدي المخلوع ، الذين لفظهم الشعب الابي ، عادوا للبحث عن موطىء قدم جديد في ظل سودان الثورة، الذي رفع ثواره شعار (لن ننسى ولن نغفر ) والتي ستظل الحصار الابدي لعصبة المخلوع ، التقى هؤلاء رئيس مجلس السيادة ، الذي يحاصره الشعب هو الاخر بعد حديثه الاخير عن تفويض استلام السلطة ، ولكن يبدوا ان هؤلاء لايعلمون ان السودان قد اكمل فروض اغتساله من درن الفساد واللصوصية ، وعاد قيما صافيا شامخا بثوار ثورته المجيدة ، ويستعد لحقبة يزينها السلام والامان …
**الان مع توقيع السلام في حاضرة جنوب السودان ، التي سيظل اسمها رمزا لطي صفحة الدم والبندقية في دارفور ، التي نزفت بغزارة من قبل ، لتستشرف سلاما قادما مستداما بعد التوقيع النهائي ،يطل السؤال بالحاح ، كيف نجعل من السلام غاية ، نحافظ عليها بعيدا عن الصراع والمحاصصة على كراسي المركز من اجل مناصب ، تعجل بذات السلام الى نكوص ابدي ؟؟؟؟
**تطبيق الاتفاقيات وانزال السلام الى ارض الواقع ، بعيدا عن المزايدات والمكاسب السياسيىة، هو ماتنتظره حقا نساء دارفور ، اللاتي مسهن الضرر من الحرب والنزوح والعنف والقهر والخطف والعمل الهامشي .فهل فعلا نسير على درب الوصول ؟؟
*همسة
للوقاية من فيروس كورونا، حافظ على التباعد الاجتماعي