خالد فضل
(١)
بناتك عيونن صفاهن سماي
و هيبة رجالك بتسند قفاي
و محجوب الشريف متيم بحب هذا الشعب، راسخ الإيمان بقدراته، شديد الإعتداد بصفاته، بناته و رجاله،و من محبة محجوب نستمد طاقة حب متجددة للأرض و الانسان، و في محبة الوطن يسمو الناس، تتجلى فضائلهم، و في مجتمعات السودانيين قاطبة فيضان فضائل، و انهار مكارم و سحائب مثقلة من العطاء الجزيل، و عندما يعملون على تلك الفضائل و يتجاوزون النواقص يصير مقامهم صنو الثريا، و النفير ثقافة سائدة في اوساطهم يتوارثونها جيلاً إثر جيل، يهرعون لعمل الخير فرادى و زرافات، يدافعون كما مطر (الطرفة) يزرعون، يكدبون، يحصدون، يبنون القطاطي على وقع الغناء الجميل و طرق الدفوف، يسهرون الليالي في تناوب حميم لدرء السيول و الفيضان، و الشباب في الأحياء يحرسونها من زوار الليل في ورديات لا تمل و لا تكل. السودانيون في طبعهم سخاء، و في قلوبهم فيوض إنسانية باذخة، يحتاجون دوماً أن يسخروا طاقاتهم تلك في عمل جماعي وطني كبير، و ها هي الفرصة حاضرة لممارسة النبل الوطني و لنقم قومة واحدة كب كرب.
(٢)
الهم يستغرقنا كلنا، كتاب في يد كل تلميذ/ة هي خطة طموحة و برنامج واعد و التزام واجب التنفيذ، الوطن يبنى بالعلم و التعليم، هذه من المسلمات، و من تجارب البشر المبذولة أمامنا، أمريكا زلزلها و اقلق مضاجعها تفوق السوفييت و وصولهم إلى الفضاء أوائل ستينيات القرن الماضي، غاروا عندما صار اسم يوري قاقرين انشودة على السنة كل البشر في جهات الأرض الأربع، اتجه ساستها و مفكروها مباشرةً إلى منجم التقدم، و مورد الكوادر، و متفرخة التفوق، اتجهوا صوب نظامهم التعليمي، نفضوا عنه غبار التقليدية و بثوا فيه وعياً جديداً، قبلوا التحدي صبروا و عبروا و انتصروا، اليابان و كوريا و ماليزيا و القائمة الذهبية للنمور الآسيوية و حتى في أفريقيا نهضت شعوب من كبوتها و مشت على درب التقدم و الرفاه عبر سكة التعليم.
(٣)
كتاب في يد كل تلميذ/ة، في عبري و البرام هيا و الباو الفولة و ود نعمان، يعني أن روح التغيير قد دخلت إلى كل بيت، و ان أطفالنا على أول مدارج الوعي، و ان بلادنا على درب المستقبل تسير، و الكتاب مرجع المتعلم لينال تعليماً جيداً و منصفاً و شاملاً كما تقول أهداف الألفية التي تعتبر مرجعاً لتحقيق النهوض بالتعليم، و الكتاب بين يدي التلميذ/ة بوابته إلى عالم المعرفة العريض.
(٤)
الان تواجه وزارة التربية و التعليم هذا التحدي، و هو تحدٍ لجميع السودانيين/ات في ظل التصاعد المستمر في أسعار مدخلات الطباعة، العين بصيرة و يد وزارة المالية لا (تحوق) على مئات الالتزامات، و نعلم جميعاً حجم التردي الاقتصادي و ما ورثته بلادنا من تركة الفشل و الفساد، الان هناك روح جديدة، عزم اكيد على ولوج درب التغيير لصالح المستقبل، حتى تعيش الأجيال القادمة في وطن لا تلعنه، و المستقبل يبدأ الان.
(٥)
ايد على ايد تجدع بعيد، السودانيون/ات في المهاجر تنادوا، مبادرة الأستاذة زينب بدر الدين لطباعة الكتاب المدرسي أشرقت من إنجلترا، في الولايات المتحدة، في فرنسا، في قطر،و ها أنا ذا أدعو الاصدقاء/ات و الزملاء/ات و أخص منهم الترابة في السعودية لافتراع مبادرة شبيهة ابو العباس و بقية العقد الفريد اناشدكم عبر هذه السطور للدخول على الخط، و في بقية البلدان كلنا ثقة في السودانيين/ات بقبول التحدي و توفير قيمة طباعة الكتاب المدرسي، فالمرحة الابتدائية وحدها تحتاج إلى أكثر من مليار و ثلث المليار من الجنيهات (اي اكتر من ترليون جنيه) و اعذروني عن حسابه بالدولار لكنه في تقديري يزيد عن ١٥ مليون دولار ما يتوفر منه الان لا يتجاوز الثلث.
هاهي القوى الاشتراكية بالبراري (الخرطوم) تطلق مبادرة مجتمعية دعوة تشمل كل السودانيين/ات عابرة للحسبية و الجهوية و التوجهات السياسية دعوة مجتمعية و مبادرة وطنية منزهة عن الغرض محددة الهدف طباعة الكتاب المدرسي و كفى، و هي مبادرة تندغم مع المبادرات الأخرى ترفدها و تضيف إليها بفعاليات يشارك فيها المبدعون و يكون ريعها لصالح المشروع المحدد طباعة الكتاب المدرسي اضم صوتي لهذا الصوت و الدعوة لكل المهنيين و على رأسهم المعلمين/ات و الإعلاميين/ات و كل القطاعات الأخرى من كل أصقاع السودان للمشاركة بالتوقيع على دفتر الحضور الوطني في هذا العمل المدني العظيم الذي يؤسس للغد و يعلم ناشئة الأجيال كيف أن الأوطان يبنيها بنوها، و كيف أن كل قيم التعاون و التعاضد هي رافعة البناء الوطني المستقيم، و لتكن مبادرات طباعة الكتاب المدرسي بادرة خير و فاتحة شهية ليعمل السودانييون/ات يدا بيد، جنيه فوق جنيه لتشييد بلادهم مرفقا مرفقا، و لبناء دولتهم المدنية عملاً لا قولاً، و سيشرق يوم علي السودانيين/ات يشعرون فيه بالفخر كونهم شادوا بلادهم و شقوا لأنفسهم طريقاً بين عظيم الأمم، السودان موعود بالخير، و المبدي متموم دون شك هكذا نثق في قدرات شعبنا، هيا جميعاً لنجعل من حلم كتاب في يد كل تلميذ/ة واقعاً، و آمل أن تتكامل جميع المبادرات، و يتم الإعلان عن فتح حساب في بنك السودان تنهال عليه المليارات، من قطرة يمتلئي القدير و من جنيه نصل إلى ترليون.