فجعت الأوسط المسرحية في السودان، بوفاة الممثل والمخرج المسرحي، ياسر عبد اللطيف، فجر اليوم الاربعاء بعد ايام من تلقيه العلاج بمستشفى علياء التي لزمها في حالة صحية حرجة أثر نزيف حاد في الرأس.
ودرس عبد الطيف التمثيل في المعهد العالي للفنون المسرحية بسوريا، وتخرج عام 1993 وتم تعيينه في المعهد في وظيفة معيد ومساعد تدريس، واستقر في دمشق منذ عام 1991 ورجع إلى السودان عام 2009.
وشارك ياسر في عدد كبير من المسلسلات السورية، ودرس وعاش في سوريا لأكثر من 20 عاماً، منها مسلسل “ذكريات الزمن القادم” – 2003- للكاتبة ريم حنا وللمخرج هيثم حقي، مسلسل “الحور العين” – 2005 للمخرج نجدت أنزور، مسلسل “قرن الماعز” – 2006 للمؤلف غسان الجباعي، ومن إخراج طلال محمود، مسرحية “الغرماء” – 2007، من إخراج وتمثيل ياسر عبد اللطيف.
وعقب عودته للسودان في العام 2009 ساهم في العديد من الورش والمسرحيات السودانية.
وقدم ياسر عبد اللطيف في فبراير الماضي مسرحية “تجنيد إجباري”، التي وثق فيها “مجزرة العيلفون” التي قتل فيها نحو مائة من طلاب الخدمة الوطنية في أبريل سنة 1998، اثناء فرارهم مع معسكر التجنيد الاجباري والدفع بهم لساحات القتال وقتها في جنوب السودان .
وقدم العرض الاول للمسرحية مايو 2018، ووقتها لم يكن هناك إشارةٌ للأسماء ولا الأماكن التي لها علاقة بأحداث مجزرة العيلفون، وذلك بسبب الظروف الأمنية التي كانت مرافقة للعمل الإبداعي من قمعٍ وتسلط. وحينها تمّ الاكتفاءُ فقط بالإشارات العامة للحادثة وأجواء المعسكر، وصولًا إلى مشاهد الهروب والقتل. لكن في فبراير الماضي، وبعد الثورة والتغيير، تمّ تقديمها ضمن فعاليات عرض الافتتاح لمهرجان المسرح الوطني.
وقال عبد الطيف وقتها لـ “ألترا سودان”: “كان في البال أنّ الثورة حدثت والتغيير اكتمل، وينبغي التعامل مع الأحداث بذات الوضوح، لكن يبدو أنّ الأمر ليس كذلك، حيث تمّ فتح بلاغٍ في مواجهتنا”.
