مواكب 21 اكتوبر تطالب بتصحيح المسار والشارع يعزل “الفلول” مجددا
التغيير، الخرطوم، تباينت أهداف الاحتجاجات التي خرجت اليوم الأربعاء ما بين الدعوة إلى إسقاط حكومة عبد الله حمدوك وبين مطالب رفعها غالبية المحتجين بإكمال مهام الثورة فيما وجد بعض المتظاهرين أنفسهم على مقربة من موكب لأنصار النظام البائد فاضطروا إلى ترديد هتافات مناوئة “الجوع الجوع ولا الكيزان” سيما في محطة جاكسون غرب السوق العربي.
واحتشد المئات في محطة جاكسون للحافلات مع اغلاق الشرطة شارع الحرية لمنع عبور المحتجين إلى مجلس الوزراء حيث ينوي محتجون التظاهر قرب مقر الحكومة.
وطوقت الشرطة منطقة السوق العربي بالكامل منذ وقت مبكر من صباح اليوم في مسعى لمنع انتقال المحتجين إلى مقر مجلس السيادة في القصر الرئاسي ومجلس الوزراء.
إغلاق تام للسوق العربي
وذكر شهود عيان لـ(التغيير الإلكترونية) أن الشرطة وضعت ارتكازات في شوارع الحرية والقصر والمك نمر والسيد عبد الرحمن وجميع مداخل السوق العربي ورفضت لموكب في محطة جاكسون عبور شارع الحرية وأطلقت الغاز المسيل للدموع.
وتمكن الموكب الذي فرقته الشرطة في جاكسون من التجمع في شارع قريب من حي الخرطوم 3 وجرى إضرام النار على الإطارات القديمة مع ترديد هتافات مناوئة للنظام البائد والعسكريين.
وبحسب شهود عيان وضعت الشرطة وسط الخرطوم في “صندوق أمني كبير” لمنع اقتراب المحتجين من محيط مجلس الوزراء والقصر الجمهوري بحسب مصدر شرطي تحدث بشكل محدود إلى (التغيير الإلكترونية) أوضح أن الإجراءات الأمنية اقتضت عدم اقتراب الاحتجاجات من الشوارع المحيطة بمجلس الوزراء والقصر حتى لا يتم استغلالها بواسطة العناصر أخرى.
ونقل شهود عيان لـ(التغيير الإلكترونية) أن شاحنات الشرطة انتشرت في محيط السوق العربي وتم إخطار بعض المحلات التجارية التي بدأت نشاطها صباح اليوم بالتوقف كما خلت شوارع رئيسية اشتهرت بالازدحام المروري صباح اليوم من المارة والسيارات.
وقال عبد الصادق الخير وهو أحد التجار في شارع الحرية إن السوق أغلق بالكامل ولم يتمكن أي تاجر من فتح متجره لأن الانتشار الشرطي كان كبيرًا لدرجة اثارت المخاوف من وقوع أحداث.
وتابع : “بعض التجار اضطروا الى العودة للمنازل لأنهم لم يتمكنوا من الوصول الى محلاتهم”.
احتجاجات مزدوجة
وتزامن تظاهر المئات من عناصر لجان المقاومة مع احتجاجات لأنصار البائد بمنطقة الخرطوم بحري وهم يلوحون بصور عليها رئيس الوزراء عبد الله حمدوك مع كتابة عبارة “ارحل”.
وفي محاولة لإبعاد أنصار النظام من الاحتجاجات التي قادتها بعض لجان المقاومة التي استجابت إلى دعوات التظاهر ردد متظاهرون في محطة جاكسون للحافلات هتافات “الجوع الجوع ولا الكيزان”.
أما في الخرطوم بحري منعت الشرطة عبور مئات المحتجين من المحطة الوسطى عبر كبري المك نمر حيث مقر مجلس الوزراء والقصر وأطلقت الغاز المسيل للدموع والرصاص في الهواء لتفريق المحتجين.
ورغم إصرار المحتجين على الصمود أمام عبوات الغاز إلا أن شارع المؤسسة بالخرطوم شهد كرا وفرا بين الشرطة والمحتجين كما نقل شهود عن سماع أصوات الرصاص.
وكان تجمع المهنيين دعا لجان المقاومة للاستجابة إلى دعوات التظاهر منتقدًا قرار والي الخرطوم بإغلاق الجسور الرابطة بين مدن الولاية وطالب التجمع المحتجين في وقت متأخر من ليل أمس بالتظاهر أمام مجلس الوزراء والقصر الجمهوري.
وفي الخرطوم مع تزايد كثافة الغاز الذي أطلقته الشرطة على موكب جاكسون اضطر المحتجون إلى الانتقال لحي الخرطوم 3 ورددوا هتافات مناوئة ضد النظام السابق.
وقالت إحدى الفتيات اللائي شاركن في الموكب إن المحتجين كانوا يريدون التظاهر أمام مجلس الوزراء لكن الانتشار الشرطي منعهم من الاقتراب من المجلس مشيرة إلى أن الإجراءات التي أتخذت اليوم سيئة وتعكس ضيق الحكومة ذرعًا بالحريات.
وتباينت مواقف قوى التغيير حول دعوات 21 أكتوبر فبينما أعلن الحزب الشيوعي مشاركته في الاحتجاجات لاستكمال مهام الثورة ،رفض حزب الأمة المشاركة ودعا إلى عدم الاستجابة للتظاهرات.
أما حزب المؤتمر السوداني فأكد مشاركته من أجل ما أسماه استكمال مهام الثورة لكنه أعلن أنه لا يريد اسقاطها.
إغلاق الجسور يشل العاصمة
إغلاق القوات العسكرية للجسور في ولاية الخرطوم ومنع عبور السيارات قللت من تأثير الاحتجاجات على منطقة وسط العاصمة بمنع المواكب والسيارات التي تقل المحتجين كما قللت من الأنشطة التجارية في الأسواق الرئيسية وبدت اليوم وكأنها في عطلة رسمية.
وجرت العادة إغلاق الجسور في الشهور الأخيرة مع دعوات أنصار النظام للتظاهر على حكومة حمدوك خاصة في فترات الإغلاق الكلي في مايو ويونيو الماضيين.
وأكد مصدر حكومي من ولاية الخرطوم لـ(التغيير الإلكترونية) أن الخطة الأمنية التي وضعت كانت تقتضي إحكام السيطرة على وسط الخرطوم خاصة مع نوايا أنصار النظام من الاقتراب من مجلس الوزراء.
ويغذي تدهور الأوضاع المعيشية من استجابة آلاف المحتجين للاحتجاجات رغم دعوات التهدئة التي صدرت من بعض القوى التي تقود الحكومة الانتقالية لكن اقتراب السودان من مغادرة قائمة الدول الراعية ربما قلل من الاستجابة للاحتجاجات ومنح رصيدًا للحكومة الانتقالية برئاسة عبد الله حمدوك.