حوار: عبدالله برير – عبرّ الشاعر السوداني، أزهري محمد علي، عن شكره وامتنانه لكل من سأل عنه أثناء ملازمته السرير الأبيض عقب إصابته بفيروس كورونا. مرسلاً تطميناته للجميع ببلوغه تمام الصحة والعافية، لكنه لم يخفْ انزعاجه من الشائعات التي تحدثت عن وفاته.
وبعد تبريكات السلامة، وقفنا مع الشاعر على تجربة المرض وتأثيراتها، وغير ذلك من مواضيع طرحتها «التغيير».
ـــــــــــــــ
كيف هي صحتك الآن أستاذ أزهري وهل تماثلت للشفاء تماماً؟
الحمد لله أنا بخير، تجاوزت الجائحة تماماً، ومارست حياتي بشكل طبيعي، ونزلت الشغل، ومارست نشاطي الاجتماعي وكل شيء، كما كان قبل الكورونا.
إحكِ لنا عن تجربتك مع المرض؟
التجربة أسوأ مما كنت أتخيل، فهذا المرض باطش، وعلى الناس أن يلتزموا بالاحترازات الصحية، وأن يتعاملوا معها بكل المسؤولية، ويأخذوا الأمر على محمل الجد، لأّن الفيروس فتاك وقاتل، ونلاحظ كمية الأشخاص الذين لم يستطيعوا الصمود أمامه، ومن استطاع العبور منه تجاوزه بمعجزة، لا سيما في ظل النظام الصحي المتردي، وعدم توفر العلاجات المطلوبة، وأماكن الحجر والعزل الصحي، لذا علينا مراعاة كبار السن وأصحاب الأمراض المزمنة.
كيف كان اهتمام الناس بك «المعجبين والمتابعين»؟
محبة الناس .. «يصمت قليلاً» لا أستطيع أن أصف ولا أجازي المحبين واهتمامهم وسؤالهم ودعائهم لي أثناء المرض، وبعد التعافي، وانزعاجهم من الأخبار السلبية التي كانت ترد عني.
ما هي الدروس المستفادة على المستوى الشخصي؟
مهما كان الإنسان بصحة جيدة فالمرض وارد، والشدة واردة، والموت لا يوجع الموتى بل يوجع الأحياء كما قال محمود درويش. والموت حق، ولكن آثار الإشاعات على أسرتك وأقربائك مزعجة، وأتمنى من البعض ألا يشيعوا ما يزعج الناس ويقلقهم.
هل غابت مخيلتك الشعرية أثناء فترة الوعكة الصحية؟
الشعر كائن موجود وحي متى ما كنت في كامل جاهزيتك له، ولكن مع أيام المرض تكون معايشتك له مختلة، وبالتالي تتأثر المخيلة الشعرية، وقد تكون في حالة اجترار للكثير مما كتبته، ولكن دوامة المرض وتقلباته وضغوطاته تكون مسيطرة ومؤثرة على المزاج وقدرة الكتابة ويكون التعافي هو الشاغل الأساسي.
وبالنسبة لي التعايش مع فكرة الموت حالة ليست أكثر من حجاب بين عالم وعالم آخر، ويمكن لهذا الحجاب أن يُكشف وأنت في كامل عافيتك، وربما مرضك. فكرة الموت والبرزخ والعالم المفتوح على الإطلاق تجعلني دائما متعلقاً بأرواح الأصدقاء والأحباب الذين رحلوا لهذا العالم، والتخاطب معهم. كما تلاحظ في الكثير من نصوصي يكون وارداً حتى أكثر من تفاصيل حياتي في الدنيا. فكرة الموت لا تزعجني ولا أشعر بالخوف بل أعتقد أن ذلك العالم أكثر رحابة.