نازحو دارفور يحذرون من عواقب وخيمة لخروج (يوناميد) مع تسييرها آخر دورية أمنية
الخرطوم:التغيير ـ طالبت معسكرات النازحين ، بولاية غرب دارفور ، غربي السودان ، في خطاب موجه للمجتمع الدولي ، بالإبقاء على البعثة المشتركة للاتحاد الأفريقي والأمم المتحدة في دارفور (يوناميد).
وتُسير اليوم الخميس، يوناميد آخر دورياتها في دارفور، إيذاناً بانتهاء تفويضها عقب 13 عاماً من انتشارها في الإقليم بموجب قرار لمجلس الأمن.
وأرسل النازحون نسخاً من خطابهم إلى الأمين العام للأمم المتحدة، والاتحاد الأفريقي، مجلس الأمن الدولي، الاتحاد الأوروبي، ودول الترويكا، ومنظمات حقوق الإنسان.
وأكدت المعسكرات في بيان ، اليوم الخميس، أن “انسحاب (يوناميد) في هذا التوقيت الحرج جدا، يشكل خطورة على جميع المواطنين في دارفور، خاصة أولئك الذين يتم استهدافهم بكشل عنصري ممنهج” ، وفقاً للبيان.
وأعلن النازحون رفضهم التام للقرار ، مطالبين بإلغائه فوراً ، لحماية النازحين والمدنيين مما وصفوها بانتهاكات حكومة السودان، والعمل بجد في المساعدة في تحقيق السلام الشامل المستدام.
من جهتها، سلمت المنسقية العامة لمعسكرات النازحين واللاجئين ، أمس الأربعاء ، مذكرة لمجلس الأمن الدولي والأمم المتحدة، ومنظمات حقوق الإنسان ، ودول الترويكا بواسطة (يوناميد) ، بخصوص الأوضاع الأمنية الخطيرة في دارفور، وتداعيات خروج البعثة.
وأكدت المنسقية في بيان ، أن “إيقاف يوناميد دورياتها الأمنية ومهامها البرمجة اليوم الخميس، كبداية فعلية لنهاية ولايتها، يعتبر طعنة في ظهر جميع مواطني دارفور، وسوف تؤثر على النازحين والمدنيين على حد سواء من الناحية الأمنية والإنسانية”.
وأشارت إلى أنه دون تقديم بديل لحماية النازحات والنازحين والمدنيين، فإن تنفيذ هذا القرار ستنجم عنه عواقب وخيمة يدفع ثمنها مواطني دارفور.
وأضاف البيان، أن ذلك سيتسبب في انهيار نفسي للضحايا وذويهم، حيث لا توجد جهة توفر لهم الأمن، في الوقت الذي تتصاعد فيه الجرائم الممنهجة التي ترتكبها قوات الأمن السودانية ، على حد وصف البيان.
وأشار النازحون إلى ، عدم ثقتهم في القوات الأمنية في السودان ، التي قالوا إنها لا تزال ترتكب جرائم بشعة ضد مواطنيها، دون أن تكون هناك سلطة تخضعها للمساءلة والمحاسبة وفقاً للقانون، لافتين إلى أن أي محاولة لإرسالها إلى معسكرات النازحين، بزعم توفير الأمن، يعني ذلك، صب الزيت على النار المشتعلة في الوقت الراهن في جميع أرجاء السودان ، ودارفور على وجه الخصوص.
ورأت المنسقية العامة لمعسكرات النازحين واللاجئين ، أن بقاء يوناميد في إقليم دارفور، أمر ضروري تحتمه الأوضاع الأمنية المتردية مع عدم وجود سلام حقيقي، ينهي أسباب الحرب والانتهاكات القائمة على أساس التمييز العنصري والإثني ، بحسب تعبير البيان.
وانتقدت منسقية النازحين، ما سمته مماطلة الحكومة الإنتقالية، في تسليم المطلوبيين للمحكمة الجنائية، معتبرةً أن ذلك يعد مكافأة للجناة على جرائمهم، ومنح ضوء أخضر لمن وصفتهم بأمراء الحرب، لارتكاب المزيد من الجرائم وتشريد النازحين والمدنيين في داخل البلاد وخارجها.