أخبارثقافة

سيرة «جعفر سعيد» .. كاتب «دكين» يغادر إلى عالم بلا «متاعب»

وروي الثرى بمقابر «أحمد شرفي»

رحل جعفر سعيد ، المسرحي الشامل، ليضيف أرتالاً من الوجع للسودانيين الذين فقدوا قبل أيام الروائي إبراهيم آسحق. ولكن العزاء بأن أحد المشاركين في كُتابة مسلسل «دكين» غادرنا بكل هذه المسيرة السمحة –بإذن الله- إلى عالمٍ بلا «متاعب».

التغيير: هبة الأمين

غيّب الموت، يوم الإثنين، الممثل والكاتب المسرحي جعفر سعيد الريح، إثر علة لم تمهله طويلاً.

وزار الراحل المسرح قبل يوم، في إطلالة لم يكن يدري أنها الأخيرة.

وبحسب زملاء قابلوه وقتها فقد كان بشوشاً كعادته، وسلم على الجميع سلام مودع.

حدثت الوفاة في منزله بمدينة أم درمان بحي ود البخيت، وتمت مواراة جثمانه بمقابر أحمد شرفي في الثامنة والنصف مساءً.

بين أم درمان وبورتسودان

درس الراحل الابتدائي والخلوة في أم درمان، ثم انتقل إلى بورتسودان وأكمل بها المرحلة المتوسطة، وانتقل بعدها إلى عطبرة وواصل حتى المرحلة الثانوية، ليعمل بعدها في سلك التدريس.

تخرج من المعهد العالي للموسيقى والمسرح بتخصص تمثيل وإخراج.

بدأ الإخراج حينما كان معلماً بوزارة التربية والتعليم منتصف السبعينات إلى بداية التسعينيات في مجال الإخراج المسرحي.

شارك في ورش مع «الأصدقاء» لكتابة عدد من حلقات سلسلة «متاعب» التي بدأت عام 1987 بثلاثة أعمال وتوقفت وعادت ثانية في العام 1991 واستمرت حلقاتها حتى الألفينات.

الكتابة للمسرح والتلفزيون

كتب للمسرح، مسرحية «سكج بكج» التي فازت بجائزة مسابقة كتابة المسرحية السودانية التي نظمتها وزارة الثقافة والإعلام، وشارك بالتمثيل في مسرحية «المهرج» ذائعة الصيت.

اتجه للكتابة للتلفزيون عام 1990 حيث بدأ بعمل قصير اقتصر على «الاسكتشات»، ومن بعدها بدأ بالأفلام التلفزيونية.

تخللت كتاباته سيرة عمال الموانئ والقطارات متأثراً بالفترة التي قضاها بعطبرة.

خاض تجربة التمثيل مع فرقة الأصدقاء المسرحية، وانضم لفرقة «التيراب» المسرحية مع ذو الفقار حسن عدلان في عطبرة.

دخل عالم المسلسلات عام 1998 وكتب مسلسل «الشيمة»، كما شارك مع مصطفى أحمد الخليفة في كتابة المسلسل الشهير «دكين» عن قصة حقيقية.

عُرف عن الراحل عطاءه الثر في الساحة الدرامية السودانية، كما تقلد الفقيد رئاسة قسم السيناريو بالتلفزيون القومي سابقاً.

أستاذ ومربي

يقول عنه زميله في فرقة الأصدقاء المسرحية الممثل عبد المنعم عثمان في حديثه لـ«التغيير»: «كان أستاذاً ومربياً، خرج أجيالاً بمدارس عطبرة وله أثر في حياة كثير من قامات المجتمع».

ويزيد: «أخذ دورات عديدة في كتابة السيناريو وكتب أعمال عظيمة جداً للدراما السودانية للإذاعة والتلفزيون والمسرح، حيث كتب 30 حلقة عن الأمثال السودانية عرضت في الإذاعة، وكان عبارة عن موسوعة في كل المجالات، وفي أيامه الأخيرة كان يعد في 30 حلقة للأسماء المشهورة في السودان، وكان من المفترض أن تعرض في شهر رمضان القادم».

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى