أخبار

رئيس «يونيتامس»: لم نأت لاستعمار السودان أو التدخل في سيادته

رفض رئيس بعثة «يونيتامس» الاتهامات التي يوجهها البعض للبعثة بأنها جاءت لاستعمار السودان، فيما كشف عن جهات- لم يسمها- قال إنها تريد من البعثة أن تنفذ أجندتها السياسية وتوصل رسائلها للحكومة.

التغيير- علاء الدين موسى

تصوير: عادل النعيم

قال رئيس بعثة الأمم المتحدة المُتكاملة لدعم المرحلة الانتقالية في السودان «يونيتامس» فولكر بيرتس، إن البعثة جاءت لدعم الانتقال وليس لاستعمار السودان كما يرى البعض.

وأشار إلى أن الأهداف الإستراتيجية الأربعة للبعثة واضحة، وهي دعم الانتقال السياسي، وعمليات السلام وتنفيذ اتفاقاته، وبناء السلام، وتعبئة الموارد الخارجية.

وحلّت البعثة بصلاحيات الفصل السادس، بالتزامن مع خروج بعثة الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي في دارفور «يوناميد» المنشأة بناءاً على الفصل السابع.

ويمنح البند السابع حق التدخل العسكري لقوات الأمم المتحدة، فيما يختص البند السادس بتقديم المساعدات اللوجستية.

رئيس بعثة «يونيتامس» في المؤتمر الصحفي- صورة خاصة لـ«التغيير»

أهداف مترابطة

ونوه بيرتس في مؤتمر صحفي بمقر البعثة بضاحية المنشية في الخرطوم اليوم الأربعاء، إلى ترابط أهداف البعثة.

وقال إن التقدم في التحول السياسي وبناء السلام لن يتحقّق بدون الموارد الاقتصادية، والعكس صحيح.

وأكد أن السودان يحرز تقدماً كبيراً في العملية الانتقالية، غير أن التحديات المتبقية هائلة.

وتوكل للبعثة مهام مساعدة السودان في عملية التحول للحكم الديمقراطي، وتنفيذ عملية بناء السلام، بالإضافة إلى حشد الموارد الدولية لمساعدته على النمو الاقتصادي.

وأعلن بيرتس التوصل مع الحركات غير الموقعة إلى اتفاق للانضمام إلى السلام- ورفض الخوض في تفاصيل التفاهمات وقال: «لم يحن الحديث عن ذلك».

صعوبات

وأقر بيرتس بصعوبات تواجه البعثة في المقر والتأشيرات، واستدرك قائلاً: «هذه مشاكل طبيعية، وكل شئ يريد وقت، الحكومة السودانية وجميع مؤسسات الانتقال في السودان تريد أن تساعد البعثة، وفي سبيل ذلك أسست لجنة وطنية لتنسيق مع البعثة».

وأضاف: «لدينا أشخاص في كل الوزرات وهذا لتسهيل عملنا».

وتابع بأن البعثة تقدم الدعم الاستشاري للحكومة الانتقالية، وزاد: «لدينا برنامج متكامل للسلام نعمل على مناقشته داخل البعثة ومن ثم نقاشه مع الحكومة الانتقالية لتطبيقة بشكل متكامل».

ونوه لضرورة معالجة السودانيين لمشاكلهم مع بعضهم البعض.

وقال: «إن المشاكل السودانية الداخلية لها أكثر من 50 عاماً، نحن فقط نستطيع مساعدتهم من خلال فهم الوضع للجلوس مع الحكومة والمعارضة والمكونين المدني والعسكري».

وتابع: «نحن الآن في مرحلة الاستماع والبحث وهنالك عدد من القضايا لم استطع فهمها بعد».

رئيس بعثة «يونيتامس» في المؤتمر الصحفي- صورة خاصة لـ«التغيير»

أولويات العمل

وأوضح بيرتس أن البعثة تعمل وفق أولويات السودان وليس الأمم المتحدة أو الدول الأخرى.

وقال إن كل هذه الدول لديها أولويات فيما يتعلق بالسودان «ونحن نعمل  على فهم أولويات البلد الذي نعمل فيه».

وذكر أن التغيير الهيكلي في الحكم الفيدرالي يساعد في الإصلاح الإداري بالوزارات والهيئات المختلفة.

ولفت إلى أن بعثة «يونيتامس» استمعت لأهل دارفور، وأنهم يريدون أكثر من وظيفة البعثة.

وقال البعثة لديها وظيفة بموجب القرار «2524» وليس الحماية المطلقة في دارفور.

وأضاف: «نستطيع المساعدة مع المؤسسات والمجتمع المدني في مناطق الصراع بمعسكرات النازحين، وتنشيط أنظمة الإنذار المبكر بالتعاون مع المدنيين والسلطات المحلية».

بيرتس: إذا أردنا السودان مستقراً لا يمكن أن يكون هنالك أكثر من جيش

توحيد الجيش

وشدّد بيرتس بأنه «إذا أردنا أن يكون السودان مستقراً لا يمكن أن يكون هنالك أكثر من جيش».

وقال: «لابد من  تدريب أفراد الحركات المسلحة الموقعة على السلام حتى  يعودوا للحياة المدنية أو الاندماج في القوات الرسمية».

وتابع: «الحركات المسلحة أتت بجيوش كبيرة من الخارج تتطلب معالجة حقيقية».

وأكد أن هنالك دور للأمم المتحدة بطلب من الحكومة السودانية لم يبدأ بعد.

بيرتس: بعض الجهات تعمل على تشوية صورة بعثة «يونيتامس»

أجندة سياسية

واتهم بيرتس جهات- لم يسمها- بأن لديها أجندة سياسية ليست مع بعثة «يونيتامس» وإنما مع الحكومة السودانية، وتريد من البعثة توصيل فكرتها.

وقال: «هنالك توقعات كبيرة من جهات مختلفة تريد منا مساعدة الأجندة السياسية بالضغط على الحكومة، لإطلاق سراح السجناء وتأسيس المجلس التشريعي».

وأضاف: «هذه ليست وظيفتنا، نحن لا نؤسس أي وظيفة في السودان وهذه وظيفة سيادية لجمهورية السودان، وشركاء الفترة الانتقالية، فقط نساعد الحكومة الانتقالية».

وتابع: «هنالك توقعات كبيرة من البعض أحياناً بسوء نية لتشويه الصورة الذهنية للبعثة».

وأوضح أن وظيفة «يونيتامس» مختلفة عن وظيفة «يوناميد» و«يونسفا»، وأضاف: «البعثة جاءت بطلب من الحكومة السودانية تحت البند السادس من ميثاق الأمم لدعم الحكومة السودانية ومساعدة السودان وليس حكم السودان أو التدخل في سيادته الوطنية».

فرص للشباب

وكشف بيرتس عن عقده لقاءات مع عدد من منظمات المجتمع المدني والنازحين والطلاب.

وأعلن عن زيارته لجامعة الخرطوم غداً الخميس لفتح فرص لشباب الجامعات السودانية للعمل مع البعثة لثلاثة أشهر للتعرف على عمل الأمم المتحدة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى