السودان: تأجيل مفاجئ لجولة مهمة لحمدوك على مرافق صحية ودوائية
أعلنت السلطات السودانية بصورة مفاجئة، تأجيل زيارة تفقدية لرئيس الوزراء، عبد الله حمدوك، على مرافق وإدارات صحية ودوائية لوقت يحدد لاحقاً.
الخرطوم: التغيير
أعلنت وزارة الثقافة والإعلام، تأجيل زيارة رئيس الوزراء عبد الله حمدوك، المقررة يوم الأحد، لمستشفى الخرطوم التعليمي، وإدارة الإمدادات، لأسباب طارئة.
وتم الإعلان في وقتٍ متأخر من السبت، عن الزيارة، التي تهدف للوقوف على أوضاع القطاع الصحي ميدانياً.
ولم تعط الوزارة توضيحات في تعميمها الصحفي عن طبيعة الأسباب الطارئة التي دفعتها لتأجيل الزيارة.
وقالت الوزارة إنها ستبلغ الصحفيين بالموعد الجديد للزيارة فور تحديده.
وكان مقرراً أن يصحب رئيس الوزراء في الزيارة وزير الصحة الإتحادي د. عمر النجيب.
أوضاع صعبة
ويعاني القطاع الصحي في البلاد من تبعات فيروس كورونا المستجد، ومن حالة التردي الاقتصادي العام.
وتعاني البلاد كذلك من موجة تفشٍ ثالثة لفيروس كورونا المستجد، تصنف بأنها الأعنف من نوعها منذ وصول الوباء في فبراير 2020.
وقال مسؤول صحي بولاية الخرطوم (العاصمة)، إن 40% من سكان الولاية مصابون بالفيروس.
وتخطى حاجز الإصابات بالفيروس حاجز 30 ألف إصابة مؤكدة، بينما فاقت الوفيات عدد 2 ألف مصاب.
وتستبعد السلطات الصحية العودة إلى خيار الإغلاق الشامل، لما له من تبعات اقتصادية قاسية على المواطنين.
ولكن ذات السلطات الصحية تشكو من سلوك الأهالي، وضربهم بالاحترازات وبروتكولات مكافحة المرض، عرض الحائط.
وزادت الأنشطة الاجتماعية في السودان مع حلول شهر رمضان المعظم، وهو ما يفاقم من خطورة الأوضاع.
وتعاني مراكز العزل من تكدس في المرضى، في ظل عجز عن توفير الرعاية اللازمة جراء قلة الكادر الطبي، وضعف الميزانيات، ونقص كميات الأوكسجين.
وانسحبت الأوضاع في مراكز العزل سلباً على الخدمات المقدمة لمرضى غير الكورونا.
بموازاة ذلك يعاني الأهالي من مشكلات جمّة في توفير الدواء، لا سيما الأدوية المنقذة للحياة.
وتنعكس الأوضاع الاقتصادية، ورفع قيمة الدولار الجمركي، وتحرير سعر الصرف على توفير الدواء، وفي ارتفاع أسعاره بشكلٍ قياسي.
وتعاني الصيدليات في العاصمة السودانية والولايات من ظاهرة الأرفف الخالية من الدواء جراء شح العملات الصعبة التي توفرها الحكومة عادة للشركات المستوردة.
وجراء هذه التعقيدات، تفشت ظاهرة السوق السوداء، والتهريب، بجانب لجوء بعض المرضى للعشابين والدجالين.
وتعد الإمدادات الطبية أكبر هيئة حكومية لتوفير الدواء والأمصال.
بيد أن الأسعار المخفضة للبيع أغرت كثير من السماسرة بالعمل على تحويل الدواء المدعوم إلى الصيدليات التجارية.
وعلمت (التغيير) أن بعضاً من أدوية رفع المناعة يجري صرفها من الإمدادات الطبية، وتهريبها إلى دول مجاورة، أو بيعها بمبالغ تفوق المائة مليون جنيه للجرعة الواحدة في السوق السوداء.