سجّل الجنيه السوداني خسارة جديدة مقابل الدولار الأمريكي الذي قفز إلى أرقام قياسية، ليصل إلى «440» جنيهاً، رغم التكهنات باستقرار الأسعار بعد الإجراءات الاقتصادية الأخيرة.
التغيير- الخرطوم: الفاضل إبراهيم
قفز سعر الدولار في السوق الموازي «السوداء» بالسودان، إلى «440» جنيهاً في المتوسط بعد أن كان في حدود «420» جنيهاً خلال الأيام الماضية.
فيما عدّل بنك السودان المركزي سعر الدولار أمس الخميس إلى «409» جنيهات للشراء و«412» للبيع، وبلغ متوسط السعر «411» جنيهاً مقارنة بـ«408» جنيهات.
وظل سعر الدولار في البنك المركز يتراوح ما بين «400- 410» جنيهات عقب قرار تعويم العملة السودانية في شهر فبراير الماضي.
وأوضح تجار تحدثوا لـ«التغيير»، أن أسباب الارتفاع تعود لقلة «الكاش» من العملة الوطنية في البنوك وإحجام المواطنين عن استلام الورقة من فئة العشرين جنيهاً المتوفرة في معظم المصارف.
وأشاروا إلى أن فترة العيد شهدت سحب كميات كبيرة من العملات الوطنية من الجهاز المصرفي.
من جانبه، قال الخبير المصرفي د. لؤي عبد المنعم لـ«التغيير»، إن أسباب انخفاض قيمة العملة المحلية أمام الأجنبية تعود لبيع العقارات وتراجع الإنتاج بسبب الكساد، بجانب ارتفاع تكاليف الإنتاج، فضلا عن تراجع سيولة المصارف.
وكانت إدارة البنك المركزي، ذكرت خلال اجتماعات اللجنة الوزارية لإنفاذ سياسات توحيد سعر الصرف، الشهر الماضي، أن بنك السودان المركزي سيقوم بانتهاج سياسة جديدة تضمن تدخله في سوق النقد الأجنبي.
وأكدت على توفير موارد للنقد الأجنبي في البنوك التجارية، لمقابلة السلع الإستراتيجية في السوق، وتغطية العجز في جانب النقد الأجنبي.
وتسبّب انخفاض قيمة الجنيه أمام العملات الأجنبية في مضاعفة معاناة المواطنين حيث ارتفعت أسعار السلع الأساسية والخدمات.
وكانت وزارة المالية، أعلنت توحيد أسعار صرف العملات في شهر فبراير الماضي.
وقالت إن القرار يهدف للقضاء على التشوهات في الاقتصاد عبر ردم الهوة الكبيرة بين السعرين الرسمي البالغ «55» جنيهاً للدولار والموازي البالغ نحو «370» جنيهاً قبل القرار.
وأكدت الحكومة أن للقرار فوائد كبيرة، حيث يساعد في جذب أموال المغتربين، بجانب المنح والاستثمارات الأجنبية.
وكان السوادن أكمل إجراءات تسديد متأخرات البنك الدولي بعد نحو ثلاثة عقود من القطيعة.