قطوعات الكهرباء تفرض أنماطاً اقتصادية وسلوكية جديدة على سكان الخرطوم
يحاول سكان العاصمة السودانية الخرطوم، التكيف مع أزمة قطوعات الكهرباء، بخلق أنماط حياتية تمتد من الاقتصاد إلى السلوكيات الشخصية، وذلك لتتماشي مع قرابة العشر ساعات من دون إمدادات كهرباء.
التغيير: عبد الله برير
عاودت مشكلة قطوعات الكهرباء الظهور بالعاصمة السودانية، بعد أن شهدت استقراراً نسبياً خلال شهر رمضان وعيد الفطر.
وزادت فترة قطوعات الكهرباء بالسودان، ووصلت إلى عشر ساعات في اليوم في عدد من المناطق.
وأثر انقطاع التيار الكهربائي على مناحي الحياة في العاصمة السودانية وأضحى صوت المولدات شيئا مألوفاً في الأسواق والأحياء والمؤسسات.
ومع ارتفاع درجات الحرارة بالخرطوم يعاني المواطنون الأمرين مع سخونة الطقس.
وعادت للعاصمة مظاهر خروج الأسر من المنازل والجلوس تحت الأشجار هروباً من الحرارة المفرطة في البيوت.
وشكت ربات البيوت من طول زمن القطوعات وتأثيره على إتلاف المأكولات واللحوم.
وقالت مدا لـ(التغيير): أصبحنا نشتري الخضار واللحوم يومياً بدلاً من إسبوعياً لأننا نخشى من تلف الأكل بسبب الكهرباء.
ومع ندرة المياه، في بعض المناطق يتسبب انقطاع الكهرباء في عدم تشعيل الموتورات مما يعني تلقائياً الحرمان من الماء.
وقال المحامي عبدالله هاشم: المعاناة أصبحت مضاعفة، نشتري الماء يومياً بمبلغ يصل إلى ألف جنيه سوداني.
وأضاف: أحيانا نقوم بتشغيل الموتور ليلاً ولكن لا نحصل على ماء كاف لسد احتياجات الأسرة.
من جهته قال المهندس خالد محمد أبو سن وهو فني صيانة مولدات كهربائية إن الطلب على شراء المولدات (لجنريترات) ارتفع بشدة.
وتابع أبوسن: عملنا ازدهر مؤخرا بسبب زيادة المولدات.
وتابع: لاحظت أن غالبية الأسر أصبحت تبحث عن حلول بديلة مثل أجهزة الطاقة الشمسية.
وأضاف خالد: اقتصر عملنا في السابق على المؤسسات ولكن مؤخراً صارت تأتينا طلبات صيانة لمولدات المنازل وتركيب مولدات جديدة.
ويتجه الشباب ليلاً أثناء فترة القطوعات المسائية إلى الأندية أو الكافيهات لتمضية الوقت.
أما كبار السن فيتجه بعضهم للجلوس في كراسٍ أو يفترشوا المصليات خارج المنزل.
أما خلال ساعات الانقطاع المتوسطة فيقضي بعضهم أوقاته مع الهواتف المحمولة في تصفح الانترنت.
ومع الانقطاع الحالي أصبح من الصعب الحفاظ على طاقة الهاتف وهو ما أدى لشكوى الكثيرين من الملل.
وتأثر أداء شركات الاتصال نفسه بقطوعات الكهرباء حيث تصبح الشبكة سيئة في المكالمات وتصفح الانترنت.
في المقابل، كيف كثير من أصحاب الأعمال أنشطتهم مع جداول الكهرباء.
يقول سعيد يس، وهو مصمم جرافيك إنه يوزع أعماله بين ساعات الليل والنهار بحسب جدول القطوعات.
وشكا في حديثه لـ(التغيير) من انخفاض وتيرة العمل والمداخيل الشهرية، نتيجة تأخرهم في التسليم لظروف الكهرباء المعلومة لدى الجميع.
وجهة النظر الرسمية
وتعهد وزير الطاقة والنفط في وقتٍ سابقٍ من الأسبوع الحالي، بحل مشكلة الكهرباء بصورة جذرية بحلول أغسطس المقبل.
ويعاني السودان من فجوة كبيرة في توفير إمدادات الطاقة، جراء التوسع الكبير في الشبكة القومية، دون أن يقابل ذلك توسعاً في المحطات، وتأهيل المقامة حالياً.
وفاقمت مشكلات الاقتصاد، وصعوبات توفير وقود (الفيرنس) في عمليات تشغيل المحطات الحرارية بطاقتها القصوى.
وكانت وزارة الري والموارد المائية، حذرت في وقتٍ سابق، من احتمالية انخفاض مناسيب النيل، مع بدء إثيوبيا تعبئة خزان سد النهضة، ما سيكون له بالغ الأثر على أداء السدود السودانية.