أخبار

«التغيير» تكشف خفايا خلافات «الخارجية» و«المالية» بشأن البعثات الدبلوماسية «1- 4»

وزيرة الخارجية تتبرع بكامل مرتبها والنثريات للعاملين والسفراء المتقاعدين

كشف تحقيق لـ«التغيير» خفايا ومعلومات جديدة حول الأزمة التي نشبت بين وزارتي الخارجية السودانية والمالية بسبب قرار تعيين محاسبين ومراجعين قانويين بكل البعثات الدبلوماسية في الخارج.

الخرطوم: التغيير

أكدت مصادر «التغيير»، أن هناك محاولات كبيرة للضغط على وزارة الخارجية السودانية للقبول بقرار وزارة المالية والتخطيط الاقتصادي القاضي بتمثيل منسوبي المالية من محاسبين ومراجعين داخليين بكل البعثات الدبلوماسية، وإلا لن يتم صرف المرتبات نهائياً.

وأشارت المصادر إلى معلومات عن وجود ما أسمته «لوبي» بين المحاسبين و«وحدة كيزانية» كاملة تعمل بتنسيق مع فلول النظام السابق.

فيما اتهمت مصادر بالمالية، وزارة الخارجية بتطبيق قرار تقليص البعثات على المحاسبين دون غيرهم، وإرجاع الإداريين حسب رغباتهم، ولكن تحقيقات «التغيير» أوضحت أن «الخارجية» قلصت بعثاتها في كل السفارات، بل ألغت عدداً من السفارات.

ويذكر أن قرار المالية شدد على ألّا يسمح لغير المحاسبين والمراجعين الداخليين باستخدام نظام التحصيل الإلكتروني حسب نص توجيهات مجلس الوزراء الانتقالي.

اتهامات فساد

وأجرت «التغيير» تحقيقاً موسعاً حول هذه القضية- ينشر لاحقاً- تكشفت خلاله كثير من الحقائق حول اتهامات لنافذين في وزارة الخارجية بعرقلة إلحاق المحاسبين والمراجعين بغرض إخفاء مخالفات.

كما تحصلت الصحيفة على مستندات ووثائق من وزارة الخارجية تكشف حجم الفساد المالي الذي تم ضبطه بالبعثات الدبلوماسية العام 2018م، والمتسببين فيه تفصيلاً حسب الوظائف.

وكشف التحقيق «الموثق» أن اتهامات الدبلوماسيين لا أساس لها بل كان جُل المتهمين في الفساد المالي خلال الأعوام السابقة من المحاسبين والمراجعين الماليين.

وخلال التحقيق الاستقصائي لـ«التغيير» وُجهت اتهامات من بعض المحاسبين لوزيرة الخارجية د. مريم الصادق المهدي، بأنها تكثر السفر للخارج من أجل النثريات التي تبلغ ألف دولار في اليوم الواحد.

لكن «التغيير» تواصلت مع الشؤون الإدارية والمحاسبية بوزارة الخارجية ومكتب الوزيرة واتضح للصحيفة أن المهدي تتبرع بكامل مرتبها والنثريات للعاملين وللسفراء المتقاعدين.

غير أن هناك خلافات أخرى بين بعض الدبلوماسيين ووزيرة الخارجية تتصل بطرق إدارة وتصريف أعمال الوزارة.

أوضاع صعبة

وفي الأثناء، أظهر التحقيق طبيعة الأوضاع الصعبة التي تعيشها بعثات السودان في الخارج، والتي لم تتلق رواتب منذ «17» شهراً.

وأفاد مصدر دبلوماسي بإحدى بعثات البلاد في أوروبا «التغيير»، بأن بعثتي السودان في كوريا وإيطاليا لم تسددا إيجار مقر البعثة وسكن السفير وعليها متأخرات خدمات بلغت «12» ألف يورو إضافية غير الإيجارات.

وذكر أنها لم تسدد رواتب العمالة المحلية وأنهم بصدد اللجوء للقضاء، كما أن المدير الاداري الجديد مهدد بالطرد من السكن لعدم السداد، علاوة على أن الوزير المفوض والمستشارة لم يستقرا في سكن حتى الآن ويعيشان في فنادق وعليهما متأخرات.

وقال إن وزارة المالية أصرت بأن يتبع لها محاسبون في كل البعثات الدبلوماسية، وذلك انطلاقًا من مبدأ ولاية الوزارة على المال العام.

وأضاف: «بالرغم من ذلك فإن وزارة الخارجية لها رؤية مختلفة بعدم حاجة جميع البعثات الدبلوماسية إلى محاسب، فمثلاً في بعض البلدان توجد بعثات سودانية ولكن لا توجد جالية سودانية؛ فبالتالي لا يكون للبعثة إيرادات كبيرة».

تحقيق: قصي مجدي سليم، علاء الدين موسى، الفاضل ابراهيم، سارة تاج السر وعوض جاد السيد

تعليق واحد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى