أخبارتقارير وتحقيقات

السودان: مخاوف من اختراق مواكب 30 يونيو وسط تلويح الشرطة بالإضراب

عادت ذات الشعارات التي رفعها الثوار في وجه نظام “البشير” إلى السطح، بعدما قررت تنسيقيات لجان المقاومة بالخرطوم، أن يكون الشعار الرئيس في حراك 30 يونيو هو: “تسقط حكومة الجوع”.

التغيير:أمل محمد الحسن

 

تنسيقيات لجان مقاومة الخرطوم تطالب بإسقاط النظام

وعدلت لجان المقاومة أولويات مطالبها، من العدالة لتحسين الأوضاع الاقتصادية؛ “الناس جعانة حقيقي” بحسب عضو تنسيقيات لجان المقاومة بالخرطوم؛ أسامة أزهري، الذي كشف أن القصر الرئاسي هو وجهة مواكب الأربعاء 30 يونيو.

وأكد أزهري لـ”التغيير”، بأن الشعار الذي تبنته لجان المقاومة لا يعني مطالبة حقيقية بإسقاط النظام، بقدر ما هو رفع لسقف المطالب والضغط على الحكومة لتنفيذها.

وقال “لولا شعار “تسقط بس” في 3 يونيو ما كانت قامت الحكومة بكافة التحركات التي قامت بها من تخفيض المنصرفات الحكومية والتأكيد على تسليم البشير ورموز النظام البائد لمحكمة العدل الدولية”.

عضو سكرتارية الحزب الشيوعي بالعاصمة، مروان مصطفى أحمد

اتفق مع أزهري عضو سكرتارية الحزب الشيوعي بالعاصمة، مروان مصطفى أحمد، حول الشعار المتبنى من الفريقين: “تسقط بس” فيما خاتلفا في أن رؤية الحزب الشيوعي، تعني السقوط الحقيقي للحكومة الحالية بكافة مكوناتها.

وأكد أحمد، أن انتهاج الحكومة الحالية لسياسات اقتصادية واجتماعية منافية لما تم الاتفاق عليه جعلهم يطالبون بإسقاطها وتطبيق برنامج الحزب المجاز في مؤتمره السادس، حول شكل الحكم في الفترة الانتقالية.

وشدد أحمد على أن القوات المسلحة ليس دورها الحكم، مشيرا إلى أن مهامها تنحصر في حماية الدستور والشعب، مطالبا إياها بالعودة لثكناتها.

واتهم القيادي بالحزب الشيوعي، جهاز الأمن بتمتعه بكافة صلاحياته السابقة بما فيها سلطات الاعتقال، قائلاً: “الأمر الوحيد الذي تم هو حل وحدة العمليات وهو نفسه لم يكن واضحا لجماهير الشعب السوداني”.

وأضاف “هشاشة الوضع الأمني، تخويف لمنع الناس من الخروج”، مؤكدا أنه أمر موجود منذ عهد النظام السابق “الشعوب لا تقهر”.

اتفق معه عضو لجان المقاومة أسامة أزهري، حول عدم وجود مخاوف من خروج عناصر من الثورة المضادة في ذات اليوم.

الخروج في ثلاثين يونيو والذي قد يشمل عناصر النظام البائد من المنتمين لحزب المؤتمر الوطني أو الأحزاب المنشقة عنه، تثير التساؤل حول إمكانية تغيير أيام الخروج في مواكب تسمح بالتفريق بينهما، وهو الأمر الذي قطع بعدم إمكانيته القيادي بالحزب الشيوعي بالعاصمة، مؤكدا أن 30 يونيو تاريخ يحمل رمزية تصحيح مسار الثورة.

وأشار إلى ما فعلته مواكب 30 يونيو 2019، عندما أعادت العساكر إلى طاولة المفاوضات، على حد قوله.

قيادي بالشيوعي: لا توجد خطوط تلاقي بيننا والاسلاميين

وحول الاتهامات بوجود تقارب في الرؤى بين الإسلاميين والشيوعيين، أكد أحمد، بعدم وجود خطوط تلاقي بين حزبه وأي تنظيم يدعو لقيام دولة دينية، وقال “لن يكون هناك تنسيق بيننا إلا إذا تنازل حزب المؤتمر الوطني عن مفهوم الدولة الدينية أمام الشعب السوداني، وقدم نقداً ذاتيا لتجربته”.

من ناحية أخرى، يثير تلويح الشرطة بالإضراب، قلق لجان المقاومة التي اعتبرتها النقطة الوحيدة التي ستربك ترتيباتها لمواكب 30 يونيو، بينما الحزب الشيوعي لا يرى في إضراب الشرطة، حال حدوثه، أي تأثير سلبي على المواكب الجماهيرية الأربعاء.

وقال عضو سكرتارية الشيوعي بالعاصمة “منذ الخروج الأول في 19 ديسمبر لم تحمي الشرطة مواكبنا ولم يتم تسجيل أي حالة انفلات”.

 

حماية الثورة

 

الشقة بين رؤى لجان المقاومة في محليتي الخرطوم وبحري كبيرة وجوهرية، ففي الوقت الذي تدعو لجان الخرطوم كافة قواعدها للخروج الأربعاء في مواكب مركزية وجهتها القصر الجمهوري؛ أخرجت لجان مقاومة دردوق ونبتة بيانا تؤكد فيه رفضها للخروج في موكب مركزي وعوضا عنه تدعو للعمل داخل الأحياء.

وأكد بيان دردوق ونبتة (الداخلي) الذي تحصلت (التغيير) على نسخة منه، على أن مقاطعة الموكب المركزي هو قطع الطريق أمام محاولات الانقضاض على الثورة من قبل العسكر والكيزان والانتهازيين وأصحاب المطامع على حساب الثورة.

تنسيقيات لجان مقاومة بحري تقاطع المواكب المركزية وتطالب بحماية الثورة

ووصف البيان قوى ثورة ديسمبر بـ”المتشظية”، محذرا من الآثار الكارثية التي تهدد مستقبل وجود السودان في ظل حالة الهشاشة الأمنية والأوضاع الاقتصادية الطاحنة التي تشجع الطامعين على نسف مكتسبات مهرت بدماء بنات وأبناء الشعب السوداني، على حسب البيان.

 

تحركات الحزب البائد

 

بعد يوم واحد من عرض لجنة إزالة التمكين صور هواتف ضبطت بحوزة رموز النظام البائد بسجن كوبر؛ كانوا يستخدمونها للتواصل مع أشخاص وجهات خارج وداخل السودان تكشفت مخططات كبيرة لمنسوبي الحزب المحلول تهدف للمشاركة في مواكب الأربعاء 30 يونيو.

وكشفت مصادر مطلعة لـ”التغيير” عن تحركات كبيرة قامت بها لجنة إزالة التمكين من القبض على مجموعات من المنتمين للنظام البائد كانت تجري اجتماعاتها داخل الصندوق القومي لرعاية الطلاب، مؤكدة ضبطها لعدد 94 بطاقة صراف آلي تمت تغذيتها ومعدة للتوزيع ضمن مخطط تخريب مواكب 30 يونيو.

وقالت المصادر، إن مجلس شورى المؤتمر الوطني المحلول، انعقد في 26 يونيو بمزرعة بمنطقة شرق النيل بحضور (221) عضوا لينتخب إبراهيم محمود رئيسا للشورى ومحمد حسن الأمين نائبا له.

وأكدت المصادر، أن الحزب المحلول، طالب بضرورة مشاركة كافة منسوبيه في مواكب 30 يونيو.

وقالت مصادر متطابقة لـ”التغيير”، إن أعدادا كبيرة من منسوبي الحزب البائد بالولايات دخلوا إلى الخرطوم قبل أيام، مؤكدة أن السلطات كشفت مخططات انتشارهم داخل الأسواق والمساجد.

 

تلويح بالإضراب

 

ولم تتمكن (التغيير) من الحصول على أي رد من الناطق الرسمي باسم الشرطة، أو إعلام شرطة ولاية الخرطوم، حول الترتيبات المعدة من جانب الشرطة لمجابهة دعاوى الاضراب من منسوبيها.

وعلى الرغم من تأكيد القانوني، أحمد عبد الوهاب، بعدم إمكانية قيام قوات الشرطة بإضراب عن العمل؛ إلا أن مخالفة الأوامر التي قامت بها الثلاثاء من مقاطعة خطاب وزير الداخلية بساحة الحرية يعطي مؤشرا بإمكانية تنفيذ عدد من مسوبيها للتهديدات التي تقدمت بها.

وأكد مصدر شرطي لـ”التغيير”، عزم عدد كبير من القوات الشرطية بتنفيذ الإضراب، مشيرا إلى أن الأمر الوحيد الذي يمكن أن يوقفهم عن ذلك أحد خيارين؛ إما تنفيذ المطالبات التي تقدموا بها، أو اقالة وزير الداخلية.

وقال المصدر الذي فضل حجب اسمه، إن الشرطة تعمل في أوضاع صعبة، مشيرا إلى أن راتب العسكري يتراوح بين 6 و8 آلاف جنيه فقط، ولا يتعدى راتب الضباط 20 ألفا في المقابل.

ووصف الضابط الشرطي حديث وزير الداخلية، عز الدين الشيخ، بالمستفز، مشيرا إلى أنه رد على مطالبات الشرطة بفتح باب الاستقالات بقوله: “الداير شغل داير، والما داير الباب يفوت جمل”.

واتهم الضابط وزير الداخلية، بأنه يسعى لإرضاء “الحرية والتغيير” ولا ينظر لمصلحة قواته، مشيرا إلى استشهاد عدد من منسوبي الشرطة أثناء أداء الخدمة دون أن يعزي فيهم الوزير حتى، على حد قوله.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى