ما يزال الحزن يخيم على السودانيين، عقب رحيل الشاعر محمد طه القدال، بالعاصمة القطرية الدوحة ليل الأحد، عن عمر يناهز 72 عاماً، بعد معركة امتدت لأشهر مع مرض السرطان.
الخرطوم:التغيير
ونعى اتحاد الكتاب السودانيين، “الشاعر عظيم المكانة عضو الاتحاد المؤثر والفاعل، الأستاذ محمد طه القدال”.
وقال الاتحاد في بيان “نحن إذ ننعيه ندرك تماماً، أن إبداعه باق فينا يفعل فعله الجمالي الإنساني في دواخلنا، ويحرك فينا النزوع للحرية والسلام والعدالة ومحبة الجمال”.
وأضاف “فقد ظل ـ القدال ـ يحفر في أعماق شعبه هذه القيم النبيلة بشعره وفعله منافحا عن كل ما هو جميل وإنساني ورائع، رافضا لكل ما هو قبيح ومنتهك لحقوق الإنسان”.
وفي مسيرة طويلة حافلة بالإبداع والفنون، تبرز من بين نصوص كثيرة كتبها بالعامية السودانية قصيدته “بقول غنوات” التي غناها الفنان الراحل مصطفى سيد أحمد.
ويقترح القدال، في “بقول غنوات” صيغة وحيدة للسودانيين للإيمان بأن الوقت كله للحياة، للروح الخصبة، التي عندما يتم التقاؤها فإنه بإلإمكان ملامسة حقولاً رحيبة ممتدة على الأرجاء”.
ويرسل القدال، ” في بقول غنوات” القيم الجميلة ، كقبلة التقاء النيلين بالخرطوم.
وأعلنت وكالة السودان للأنباء عن وصول جثمان القدال اليوم الاثنين، في وقت نعى فيه رئيس وأعضاء مجلس السيادة الانتقالي، “الشاعر الكبير محمد طه القدال”.
ورحل القدال بمستشفى الأمل بدولة قطر، بعد رحلة علاج بدأها في القاهرة وانتهت بالدوحة.
وقال مجلس السيادة في بيان اليوم الاثنين، إن القدال ظل طوال عمره يصدح بكل المعاني التي رسخت للحب والخير والجمال، وعززت من معاني الحرية والديموقراطية وحقوق الإنسان.
رئيس الوزراء ينعي القدال
من جهته، قال مجلس الوزراء، في بيان اليوم الاثنين، إن القدال لم يكن مجرد شاعر عبر من تاريخنا، لكنه صاحب مشروع شعري وإنساني ووطني عظيم، غني بالمعاني والقيم الجميلة.
وأضاف البيان “ظل ـ القدال ـ طوال حياته صادحاً بأغنيات الحب والخير والجمال، شادياً بأغنيات الحرية والطلاقة حتى في ظل أعتى الديكتاتوريات التي غطّت سماء بلادنا”.
وتابع البيان “إننا ننعى اليومَ علماً من أعلام الأدب السوداني، حكيمُ الشعراء، أو شاعرُ الحُكماء، الشاعر الإنسان محمد طه القدال، الذي كانت حكمته المسجوعة زاداً للصبرِ على عسفِ الاستبدادِ وعهودِهِ المتطاولة، ووقوداً لمقاومته، وإكسيراً يُطَبِّبُ جروح الأفئدةِ والأرواحِ”.
ومضى البيان قائلاً ” الشاعر الذي كانت كلماتهُ نوراً ينقدِحُ في لُجّةِ الظُلمات، حيث تقلّدَتها رقاب السودانيينَ تميمةَ انتماءٍ أصيلة لهذا الوطن برغم تنكب صعابه، جرت فيها حكاياتنا وأمثالنا وتاريخنا التليد المجيد”.
وأكد البيان قائلاً “إذ ننعيه ننعي الكلمة الرصينة، والفؤاد المُرهف، والعقل المتقد الذي يكادُ لفرطِ حدتهِ أنْ يفلِق الشعرة؛ نترحم على استبصاراته العجيبة التي ساقها في إحدى قصائده، والتي استهلها برغم الأحزان الخاصة والعامة في الثامن عشر من ديسمبر من عام الثورة، حيث نكأ فيها جروحنا وعالج انكسارات أمتنا، ثم ختمها بعد أن أثقل كفوفه بالضراعات والآمال”.