ما وراء الخبر
محمد وداعة
حركات مسلحة في الشمالية.. الفتنة نائمة!
بدأت الحكاية، والفتنة قادمة
بتوقيع الفريق عمر السيد حسب الله قائد قوات خارج المنطقتين (الجيش الشعبي لتحرير السودان شمال– الجبهة الثورية)، تم توجيه خطاب للسيد مدير شرطة دلقو، بصورة للمدير التنفيذي لمحلية دلقو، يطالب برد آبار تعدين ذهب في جبل الغزالتين وحسب البيان تمت مصادرة هذه الآبار بواسطة شرطة معادن دلقو، بحجة وجود عقد شراء لإحدى الشركات، قوات السيد الفريق اشتبكت مع شرطة دلقو واستخدمت الأسلحة الرشاشة والبنادق الآلية مما أدى إلى سقوط قتيل من القوة المهاجمة (الجيش الشعبي)، وجرح ثلاثة من أفراد شرطة التعدين.
محلية دلقو تقع في أقصى شمال الولاية الشمالية، ولم تكن طرفاً في الحرب، آلاف من المعدنين وعشرات الشركات التي تقوم بالتعدين في المنطقة لا يحملون أسلحة خاصة بهم، وتحميهم شرطة التعدين، وهي الجهة الرسمية المسؤولة عن حفظ الأمن في المنطقة.
في نهاية يونيو الماضي أصدر مجلس وزراء حكومة الولاية الشمالية في اجتماعه الدوري بدنقلا برئاسة والي الولاية بروفيسور آمال محمد عز الدين، مرسوماً مؤقتاً قضى بحظر ممارسة القوات النظامية وحركات الكفاح المسلح لأي عمل بالأصالة أو الوكالة في مجال التعدين الأهلي في الولاية، كما شددت حكومة الولاية على دور شرطة التعدين في تأمين مناطق التعدين، وعلى ذلك فإن استمرار الحركات المسلحة في التعدين يعتبر مخالفة صريحة لسلطة الولاية ولشرطة التعدين وهي سلطة اتحادية، هذا فضلاً عن أن تواجد مسلحين تابعين لأي حركة خارج إطار منطقة الترتيبات الأمنية يعتبر مخالفة لاتفاقية سلام جوبا نفسها.
هذا الصدام تعدى المواجهة بالسلاح بين قوات الحركة الشعبية شمال، لاستهداف مواطنين بالمنطقة، وخلق أجواء من التوتر والترقب وسط المواطنين الذين استنجدوا بالسيد رئيس الوزراء، وحتى الآن لا يزال الوضع على حاله، تساؤلات عن حقيقة وجود قوات الحركات المسلحة في مناطق التعدين، وهل هذا النشاط الاستثماري منصوص عليه كحقوق إضافية لهذه القوات التي نصت اتفاقية السلام على دمجها في القوات المسلحة، حقيقة أن ما يجري باسم السلام من أطرافه حكومة وحركات مسلحة يهدد بانفراط الأمن وتحويل نعمة السلام إلى بغضاء وكراهية ستشعل حروباً جديدة، الفتنة نائمة لعن الله من أيقظها.