خالد فضل
الدقيران المقصودان هما؛ جلال يوسف الدقير الذي تزعّم مفرزة من الإتحاديين الديمقراطيين، خلفاً للراحل الشريف زين العابدين الهندي الأمين العام السابق للحزب، وكان الهندي قد انقسم بطائفة من الإتحاديين، وسجّل بهم حزبه على عهد سلطة الإنقاذ المبادة، بل مضى أكثر في توثيق تحالفه مع الكيزان لدرجة وصفه هو نفسه لتلك العلاقة بـ(يقطعنا السيف)!
وعلى عهد الدقير انقسمت منه إشراقة سيد محمود، على عادة الإتحاديين؛ الذين يحملون صفتين ممارستهم كلها على نقيضهما، فلا هم متحدون ولا هم ديمقراطيون والمغالط يسأل لافتات الإتحاديين المنتشرة!!
أمّا الدقير الآخر فهو المهندس عمر الدقير؛ رئيس حزب المؤتمر السوداني، ذلك الحزب الذي نشأ في عهد الديمقراطية الثالثة 85_1989م باسم المؤتمر الوطني، برئاسة مولانا القاضي المشهور عبد المجيد إمام عليه الرحمة، وقد استولى الكيزان على اسمهم التاريخي عندما خلع الراحل الترابي جلد أفعى الجبهة الإسلامية القومية؛ كعادته في التزيؤ لكل حال بلباس! فأحال مؤتمر مولانا إمام للصالح العام أسوة بغيره من المؤسسات والممتلكات العامة والأفراد، ومكّن جماعته في اسم الأخيرين، وعندما طعن أتباع المؤتمر الوطني الأصلي، جاءهم الرد التمكيني المحتوم، شوفوا ليكم اسم تاني، اسمكم ده (وحي رباني) نحن أهله وأحق به!! من يومها قرر مؤتمر الطلاب المستقلين في الجامعات، وهو المفرخة الرئيسة لذلك الحزب اختيار اسم المؤتمر السوداني، تيمناً بمؤتمر الخريجين على ما يبدو.
في ولاية الجزيرة، وبحسب ما نما لعلمي من مصادر موثوقة، وبحسب معرفتي الشخصية ببعض أطراف من أحكي عنهم، فإنني أكاد أجزم بأنّ توجيهاً قد صدر لعضوية المؤتمر الوطني المقبور بتسلّق حزبي الإتحادي الديمقراطي المسجّل، وحزب المؤتمر السوداني، للبقاء على سطح الساحة السياسية في القرى والمحليات، لا بل تسلّق بعض منسوبي حزب الكيزان إلى لجان المقاومة ولجان الخدمات والتغيير، كما لا يزال عدد كبير من منسوبي العهد المباد يتسنمون مواقع قيادية في أمانة حكومة الولاية، ويتسيدون كثيراً من المناصب في مختلف المحليات والإدارات الحكومية، ويمارسون نفس أساليبهم القذرة في الدغمسة والعرقلة والتأليب ضد الثورة، أما في بعض القرى وفي محلية جنوب الجزيرة تحديداً فإنّهم وصلوا درجة من البجاحة والصلف إلى حد تحدي قرارات الوالي، وتمرير ما يشاءون من داخل أمانة حكومته، وتحت لافتتي المؤتمر السوداني والإتحادي الديمقراطي يتسربل بعض أعوان (إيلا)، أولئك الذين كانوا حتى يوم 10 أبريل 2019م يبايعونه ويكرمونه وكادوا أن ينصبوا له تماثيل في مداخل قراهم تبجيلاً وتعظيماً.
فجأة وبدون أخد نفس، ظهر بعض أعوان إيلا وحارقي البخور لسعادته على شاشات فضائيات ولائية، وهم يحملون صفة (ثوار الساعة الخامسة والعشرين)!!!!!!!!!! كأنما للناس ذاكرة سمك، أو كأنّ الأرض بور وخلا، أو كأن الثورة والنضال لعب عيال!
الذين بايعوا إيلا ومارسوا بسطوته كل المفاسد في مناطقهم ووسط أهلهم، معروفون بالأسماء لدى أهلهم، ولن يسمح لهم الثوار الحقيقيون بتسلق وسرقة الثورة من أصحابها مهما تسربلوا بسربال المؤتمر السوداني أو أسمال الإتحادي المهترئة.
انتهى عهد سلطة الوالي الأمنجي الذي يقبض الناس من بيوتهم عند الساعة الواحدة صباحاً لأنهم قالوا لا لنزع حقوقنا، انتهى عهد ضابط الشرطة المتسلط الذي يدوس على أبجديات مهنته فزعاً وهلعاً، أو وكيل النيابة الرعديد الذي يخشى من بطش إيلا.
انتهى عهد القاضي الظلوم الذي يبرئ المتهمين من التهم التي يمثلون أمامه بها، ثم يفرض عليهم مع ذلك الغرامات تأديباً لهم على وقفتهم الباسلة ضد صلف إيلا وأعوان إيلا من مقدمي الرشاوى لإيلا وأذنابه من المهندسين والمعتمدين!!.
الآن يعود أذناب المؤتمر الوطني، وحاملو بطاقات عضويته للتحدث باسم الثورة والمقاومة، يمتطون الظهور المقوّسة للمؤتمر السوداني والإتحادي فرع المؤتمر الوطني، ولكن هيهات، الآن هناك وعي جديد بالحقوق، انتهى عهد الغتغتة والدغمسة وسطوة الأجهزة الأمنية، هذا عصر الثوار، والثورة ليست لعب عيال!!