أخبارثقافة

السودان: الفنان عاطف السماني والإنكفاء على نفسه

لا شك أن الفنان عاطف السماني فنانٌ يستجيش القلوب ويُحرك المشاعر لما في صوته من سحرٍ وروعة وتجليه في آداءِ الأغنيات على خشبة المسرح بخشوعٍ فني كمن يؤدي صلاةً روحية، إلا أنني لا أجدُ مبرراً للإحتفاء الكورالي هذه الأيام بما أسموه عودته مجدداً للساحة الفنية بل فجأةً أصبح الكثيرون مأخوذين بسحره وأن الوحشة المخيفة قد إشتدت بهم لغيابه حتى تظن أنه كان قد هجر الساحة الفنية او توقف عن الغناء وإمتهن مهنةً أخرى غيره.

إبراهيم همام

والحقيقة هي أن عاطف السماني لم يتوقف قط عن الغناء وظل ممارساً له من على خشبة مسارح المناسبات المختلفة ولم يتخذ من دونه عملاً بديلا بل لا يقبل وصفه بالمختفي او الغائب فنياً فهو يرى أنه متواجد بيد أن الإعلام هو الغائب ويؤمن بهذا المبدأ وبالطبع هذا ليس صحيحا، والدليل هو أن الصدفة المحضة وحدها هي من أعادته للمشهد الفني وذلك بعدما تداول الكثيرون عفوياً فيديوهات أغنياته على مواقع التواصل الإجتماعي خلال الفترة الماضية فخلقت له هذا الزخم وليس وسائل الإعلام التقليدية، وهذا يوضح جلياً أن السبب في عدم تواجد عاطف السماني على سطح الأحداث الفنية يكمن في عاطف نفسه وليس سواه بعد أن ظل متقوقعاً على حقبة إنتاج الإلبومات كوسيلة للإنتشار في الماضي التي عفى عليها الزمن وهزمها ظهور تقنية (Mp3) فظل منكفئاً على نفسه وعجز عن وضع رؤية إعلامية فنية لنفسه تستوعب المتغيرات التي طرأت لدى المتلقي في ظل الإعلام الحديث المتمثل في وسائل التواصل الإجتماعي المختلفة عبر منظومة إعلامية وإدارية جيّدة تعمل على توثيق نشاطه الفني وعكسه للجمهور عبر هذه الوسائل ما يضمن له التواجد في المشهد الفني.

 

ظلم المستمعين

 

ولكن السماني ظلم مستمعيه بعدم التماهي مع مطلوبات الإعلام الحديث الذي أصبحت معه جملة (مظلوم إعلامياً) لا مكان لها من الإعراب وشماعة يعلق عليها الكسالى عجزهم عن الحفاظ على بريقهم الفني ليس إلا لأن في عصرنا هذا أصبح كل شخص يمتلك صحيفته الخاصة وقناته التلفزيونية الخاصة التي لا يحتاج معها للذهاب إلى مباني إستديوهات اي قناة تلفزيونية والتوسل لمديرها العام من أجل الظهور، لكن عاطف هو من آثر العيش في جزيرةٍ معزولة وترك نفسه لرياح الساحة الفنية العاتية تتقاذفه صعوداً ونزولاً كيفما تشاء ووقتما تشاء.
الجديرُ بالذكر أنه من الغريب والعجيب أن نرى بعض الفنانين الذين كانوا قد تسببوا له في خيبة الأمل سابقاً أن يكونوا من الداعمين له مؤخرا .
ختاماً نتمنى أن ينتفض الفنان عاطف السماني عبر رؤية فنية وإعلامية مدروسة تعيد له أمجاده السابقة ليعيد للساحة الفنية الكثير من التوازن الذي ظلت تفتقده.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى