أخبارتقارير وتحقيقات

حاكم دارفور في أول زيارة خارج الفاشر.. صور ومشاهد ومطالب

في أول زيارة خارج الفاشر حاضرة شمال دارفور ومقر السلطة الإقليمية، قوبل حاكم الإقليم مني أركو مناوي بالكثير من الترحاب، ومثله من المطالب والآمال التي تضاعف من التحدي الذي ينتظره في تلك البقعة الخارجة من الحرب.

التغيير- نيالا: علاء الدين موسى

حطت طائرة حاكم إقليم دارفور مني أركو مناوي، صباح الأحد، بمطار نيالا حاضرة ولاية جنوب دارفور، في مستهل زياراته لولايات الإقليم، خارج مقر سلطته بالفاشر في شمال دارفور، ليجد في استقباله احتفال رسمي وشعبي فرحاً بعودة الإقليم من جديد.

وخارج المطار اصطف المواطنون على طول الطريق حتى استاد نيالا الأولمبي، مرحبين بمناوي، كما رفعوا لافتات ترحب بقدوم نائب رئيس مجلس السيادة محمد حمدان دقلو «حميدتي» الذي غاب عن الحدث رغم وجود اسمه ضمن زائري الولاية.

انتشار السلاح

قبل الدخول إلى الاستاد، كانت تقف ارتال من عربات الدفع الرباعي بدون لوحات تحدد تبعيتها، محملة بالأسلحة الثقيلة التي تجدد الحديث عن انتشار السلاح بالإقليم.

وبالرغم من أن المشهد يعيد لأذهان الكثيرين ذكريات الحرب اللعينة التي استمرت لسنوات، لكن بدا أن مواطني الإقليم يعلقون الآمال على عملية الترتيبات الأمنية في القضاء على ظاهرة انتشار السلاح، وتكوين جيش وطني موحد.

وأدى تفشي السلاح بكميات كبيرة في دارفور، لظواهر النهب المسلح، والقتل خارج القانون في إطار الصراعات الأهلية، وأسهم في ظهور الجريمة المُنظمة، ما دفع الحكومة المركزية لاطلاق حملات جمع السلاح.

تعاون أمني

رغم تعدد القوات العسكرية التي كانت تحيط مداخل ومخارج استاد نيالا، إلا أنه تلاحظ وجود تنسيق أمني محكم، خوفاً من حدوث أي تفلتات أمنية، وفاقت نقاط التفتيش الخمس في مساحة لا تتعدي المائة متر لأفراد من مختلف القوات الموجودة للتأمين.

مناوي يذرف الدموع

دموع مناوي ودعوة نور

لم يتمالك حاكم إقليم دارفور مني أركو مناوي، نفسه عند مشاهدته لتدافع مواطني الإقليم بالآلاف لاستقباله في نيالا، فذرف مناوي الدموع لهذا الاستقبال الذي عزاه لتعطش أهل دارفور لعودة حكم الإقليم بعد السلام الذي تحقق.

ولم ينس مناوي رفيقه في النضال المسلح عبد الواحد محمد نور رئيس حركة جيش تحرير السودان، وبعث إليه برسالة خاصة يدعوه إلى الانضمام لركب السلام الذي قال إنه يمر بمخاض يتطلب وقفة الجميع.

وقال مخاطباً عبد الواحد: «تعال نقيف هنا لنبني البلد بمشورة مع أهلنا.. أنت أسقطت البشير ماذا تنتظر؟، والباقي نمشي مع بعض».

رجال على ظهور الاحصنة يرتدون الكدمول

عودة «الكدمول»

كان لافتاً خلال الزيارة عودة «الكادمول»، وهي لثام أو عمامة تلف بطريقة تغطي الرأس وتخفي معظم الوجه، وتشتهر به مناطق دارفور وينتشر عند كثير من القبائل الأفريقية، وقد منعت السلطات المحلية ارتداءه مؤخراً لأن بعض المجرمين يستخدمونه لإخفاء ملامحهم، وداخل استاد نيالا نزعت القوات الأمنية «الكدمول» من أحد المواطنين وتعاملت معه بكل حزم.

لكن خارج الاستاد كانت أعداد كبيرة من المواطنين ترتديه خاصة جماعات كانت على ظهور الأحصنة والجمال عند استقبال مناوي، بعد أن تم منعه في وقتٍ سابق بجميع ولايات الإقليم.

هتافات مناوئة

خلال احتفال حاكم دارفور، ردد مواطنون داخل الاستاد هتافات مناوئة لوالي جنوب دارفور موسى مهدي إسحق، ونادت بإقالته من منصبه.

ويواجه الوالي مهدي معارضة شديدة منذ عدة أشهر تنادي برحيله من منصبه عقب اتهامه بالفشل في إدارة الولاية بعد عام من توليه المنصب، ودفع التحالف الحاكم في جنوب دارفور، بتوصية إلى المجلس المركزي لقوى الحرية والتغيير تطالب بسحب الثقة منه. وردد المواطنون هتافات «أرحل.. أرحل.. ما دايرنك.. ما دايرنك».

وفي الاثناء، واصل الوالي حديثه، مؤكداً أن جنوب دارفور تشهد استقراراً أمنياً غير مسبوق، ونوه إلى أن المعالجات التي تم اتخاذها أسهمت في عودة الحياة إلى طبيعتها.

وطالب حاكم إقليم دارفور للإهتمام بقضايا النازحين واللاجئين، وتوفير الخدمات الأساسية لهم، من مياه وصحة وتعليم.

صوت النازحين

ورّسم المتحدث باسم النازحين محمد صالح عيسى، صورة قاتمة لأوضاع النازحين في إقليم دارفور، ونوه لمعاناتهم بسبب توقف الحصص الغذائية من قبل المنظمات الدولية.

وقال إن النازحين يموتون جوعاً في ظل توقف الحصص الغذائية وطرد المنظمات الدولية من قبل النظام البائد.

وطالب بتوفير الحماية لمعسكرات النازحين وتأمينهم من هجمات من وصفهم بالعصابات المسلحة والمجرمين والمتفلتين، ونادى بنزع سلاح المليشيات وتوفير قوات حماية دائمة بمعسكرات النازحين.

وجدّد مطالب النازحين بتسليم المتورطين في إرتكاب جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية التي وقعت بالإقليم، ودعا لمنح النازحين أراضيهم التي نزعتها منهم المليشيات المسلحة.

فوضى الرتب

ظاهرة فوضى الرتب التي يتم الحديث عنها، عقب توقيع اتفاق جوبا لسلام السودان في 3 أكتوبر 2020م، بدت واضحة خلال زيارة نيالا، إذ كانت هنالك رتباً لا تتناسب مع أعمار من يضعونها على أكتافهم دون قيد أو شرط، وانتشرت هذه الظاهرة بعد دخول أعداد كبيرة من قوات الكفاح المسلح واستمرار عمليات التجنيد، وتعمل الحكومة من خلال بند الترتيبات الأمنية للقضاء على الظاهرة بعد دمج القوات.

بعض النساء ظهرن بالزي العسكري جنباً إلى جنب الرجال

سيدات بـ«الكاكي»

من المظاهر التي رافقت توقيع اتفاق السلام، كذلك، ارتداء مئات السيدات للزي العسكري «الكاكي» وبعضهن برتب كبيرة، وكان هذا المشهد حاضراً داخل استاد نيالا بقوة، وظهرت مئات السيدات بالزي العسكري والسلاح.

وبدا أن كثيراً من سيدات دارفور بتن يفضلن الالتحاق بالقوات النظامية والحركات للدفاع عن أنفسهن قبل أن تضع الحرب أوزارها، ولكن مع تحقق السلام قد تخلع المرأة «الكاكي» وتعود سيرتها الأولى.

«بوكو حرام»

حاولت الحكومة خلال الفترة الفائتة، تقنين وإنهاء ظاهرة العربات بدون لوحات والتي أدخلت إلى البلاد من الخارج، والتي تعرف بـ«بوكو حرام»، لكن أغلب السيارات التي خرجت لاستقبال حاكم دافور لم تكن تحمل لوحات.

ورفع اصحاب تلك العربات لافتات تطالب مناوي بضرورة تقنينها، بعد أن أصدرت الحكومة في وقت سابق قراراً بمصادرة جميع العربات التي لا تحمل لوحات، لكن هؤلاء تحدوا القرارات وخرجوا للاحتفال بها في شوارع نيالا دون توقيفها أو مصادرتها.

وجوه من الأمس

شكل قيادات كانوا ضمن حكومة النظام البائد أو قريبين منها، ظهور لافتاً ضمن الوفد الزائر إلى نيالا، وكان أبرز الحاضرين وزير الصحة الاتحادي في العهد البائد بحر إدريس أبو قردة، إلى جانب رجل الأعمال والقيادي الأهلي صديق ودعة وغيرهما، واعتبر البعض أن وجودهم ضمن الوفد يندرج ضمن مشروع المصالحة الوطنية وعدم الإقصاء، مع تقديم المجرمين والفاسدين لمحاكمات عادلة، وهو ما ظل يطرحه مناوي.

شيخ الأمين وصديق ودعة ضمن الحضور

مناوي وشيخ الأمين

وشكل شيخ الطريقة القادرية المكاشفية الصوفية الأمين عمر الأمين، حضور لافتاً ضمن وفد حاكم الإقليم، وأثارت زيارة شيخ الأمين التساؤلات حول سر العلاقة القوية التي تربط بينه وبين رئيس حركة جيش تحرير السودان بعد الزيارة المشهورة التي قام بها مناوي لزريبة الشيخ في ام درمان وحظي خلالها باستقبال كبير من الشيخ ومريديه.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى