نفى الأمين العام لحزب الأمة القومي الواثق البرير، وجود حرية وتغيير (أ) و(ب)، لافتاً إلى أن هنالك محاولة لخلق فراغ دستوري يؤدي إلى تغيير غير مسيطر عليه يقود إلى تشظي وفوضى.
وقال البرير في حوار مع (التغيير): “الآن مؤسسات الدولة معطلة ولا يوجد مجلس سيادة يضرب إلا عندنا في السودان”.
وأضاف: “فقط يعمل مجلس الوزراء ويحاولون تعطيله بدعاوى التوسيع الحرية والتغيير ٢”.
ولفت إلى أن ما يحدث تشترك فيه قوى مدنية وقوى عسكرية واقليمية لا تريد لهذا البلد ان يستمر في تحوله الديمقراطي، ويحاولون عرقلة التحول المدني.
واتهم جهات عسكرية ومدنية واقليمية بالوقوف خلف مشكلة الشرق التي تسبب في إغلاق الميناء والطريق القومي لأكثر من ثلاث اسابيع.
وأكد أنه لا يمكن أن يحدث ما حدث في الشرق إلا اذا كانت هناك جهات لديها نفوذ تقف وراءه.
وتابع: “حديث الناظر ترك، بأنه ينتظر اتصال من رئيس مجلس السيادة لفك الحصار، يؤكد أن هناك تنسيق ما يحدث”.
وحول موكب 21 أكتوبر، قال إن هذا اليوم مختلف عن 16 أكتوبر لأن من يقومون به داعمين لتحول الديمقراطي، وأضاف: “المواطنين يأتون من قبلهم وليس هنالك شخص شاريهم ولا كاريهم”
وتابع: “ما يطمئن أنه لا عودة للوراء ولا إرجاع عقارب الساعة ولا انقلاب عسكري سوف يحدث في السودان”.
واستطرد: “البيئية غير مواتية لعمل مثل هذا، وإذا حصل مؤكد أن المغامر الذي يقوم بهذا الفعل سيدفع الثمن هو أولا، والوطن أيضاً، ونأمل أن تذهب الأمور في إطار الحلول والحوار.
حاوره: علاء الدين موسى
كيف تنظر إلى موكب 16 أكتوبر والاعتصام أمام القصر الرئاسي الذي تنظمه بعض الكيانات المحسوبة على الحرية والتغيير؟
الفكرة كلها واضحة جداً، وهذا المخطط بدأ بشد الأطراف، سوأ في الشرق أو الغرب، وكردفان وجودة، بجانب السيولة الأمنية في الخرطوم وبث الخوف والهلع وسط المواطنين، بهدف خنق البلاد، واستمر هذا المخطط حتى وصلنا إلى المحاولة الانقلابية الفاشلة التي جاءت كرد فعل للإعلان السياسي لتوحيد القوى السياسية ولملمت القوى المدنية للمضي قدما بالفترة الانتقالية.
لكن حتى هذه اللحظة لم يتم الكشف عن هوية الانقلابيين ولم يتم تقديمهم لمحاكمات؟
هنالك علامة استفهام مرفوعة حول انقلاب 21 سبتمبر الفاشل، وإلى يومنا هذا لم يتم الفصح عن هوية من شاركوا ونفذوا هذا الانقلاب، رغم وجود معلومات عن مشاركة مدنيين في المحاولة، وأيضاً لم نعرف اذا كان انقلاب ام تمرد، وخلاصة هذا أن العسكريين طلعوا بهجوم كاسح وغير مبرر على المدنيين.
البعض أعتقد أنك من الداعمين لهذا الخط خاصة بعد كتبت على صفحتك الشخصية بموقع “فيسبوك” مُطالباً بحل الحكومة الحالية وتكوين حكومة كفاءات؟
أنا لم أدعو إلى حل الحكومة بهذه الطريقة، وكثيرون تحدثوا معي على طريقة لا تقربوا الصلاة، وقلت واضح ان المشهد السياسي العام مربوك جداً، وأسوأ ما فيه أننا نذهب إلى فراغ دستوري، قد يؤدي إلى تفتيت وتشظي البلد، وفيه تعقيدات لا يمكن السيطرة عليها.
ما الذي دفعك لهذه التدوينة في ظل حال الشد والجذب والشيطنة التي تشهدها الساحة السياسية؟
ما دفعنا لذلك أن القيادات السياسية في كل المؤسسات الدولة تخوض صراعات جانبية، وظهرت مقولة خاطف ومخطوف، أربعة طويلة وتسعة طويلة، وهذا حديث لا يشبه القيادات في البلد والثورة التي ضحوا من أجلها الشهداء.
كيف يكون الحل لهذا الصراع حتى تعبر البلاد إلى بر الأمان؟
الحل بسيط جداً، بأن نذهب جميعنا بدا من مجلسي السيادة والوزراء، بما فيه أطراف السلام ونأتي بكفاءات وطنية من العسكر والمدنيين بدلاً عن الوجوه الحالية التي تدخل في تراشقات مضرة باستقرار السودان.
وهل تعتقد أن ما طرحته سيجد القبول في ظل تمسك كل طرف برأيه؟
لا أعتقد أنهم يقبلون بما طرحته لكن “بخت الكلام ” بوضح شديد، أما أن يوقفوا ما يقولونه من عبارات خاطف ومخطوف ونتعامل كقيادات راشدة وواعية، لدينا وطن نريد ادارته، اما اذا أردنا أن نتعامل “بعملنا وعملتوا” ودا “ارنبنا وارنبكم” الشعب السوداني لا يقبل هذا، لذلك لابد من حوار واضح وشفاف لمعرفة مأخذ كل طرف على الآخر، وأن نتمسك بالوثيقة الدستورية حفاظا على الفترة الانتقالية والبلد، وهذا هو محور الفكرة.
على ذكر الوثيقة الدستورية نائب رئيس حزب الأمة القومي إبراهيم الأمين ذكر أن الوثيقة الدستورية تم تعديلها بواسطة عسكريين ومدنيين ما تعليقك؟
حديث ابراهيم الأمين، أكل عليه الدهر وشرب، وخرج إلى الرأي العام منذ فترة طويلة وتمت مناقشته ووجهت اتهامات لبعض المدنيين والعسكريين، وهذا الحديث أصبح الآن ليس له أهمية، وهذا يعد جزء من الارباك المشهد السياسي.
الساحة السياسية تعيش حالة من الارباك في ظل تمسك كل طرف بموقفه ما هو السيناريو المتوقع من وجهة نظرك؟
المواصلة في هذا التصعيد سيؤدى إلى كارثة، وهذا الأسلوب لا يشبه القيادات والنضوج السياسي.
ولكن هناك من يرى أن الحل في توسعة الحرية والتغيير؟
لا توجد حرية وتغيير (أ) و(ب)، وهنالك محاولة لخلق فراغ دستوري يؤدي إلى تغيير غير مسيطر عليه يقود إلى تشظي وفوضى، والآن مؤسسات الدولة معطلة، ولا يوجد مجلس سيادة يضرب عن العمل الا عندنا في السودان، والآن فقط يعمل مجلس الوزراء ويحاولون تعطيله بدعاوى التوسيع الحرية والتغيير ٢.
إذاً ما هي الجهات التي تشترك في ما يحدث الآن؟
ما يحدث الآن تشترك فيه قوى مدنية وقوى عسكرية إقليمية لا تريد لهذا البلد ان يستمر في تحوله الديمقراطي، ويحاولون عرقلة التحول المدني.
نفهم من حديثك أن هنالك جهات بعينها تريد قطع الطريق أمام التحول الديمقراطي؟
نعم.. الآن يوجد معسكرين معسكر مع قطع التحول الديمقراطي ومعسكر يدعو إلى التحول المدني والديمقراطية الكاملة، ومن يحاولون قطع الطريق يجدون الآن حاضنة حقيقة الفلول والردة الظلامية.
ولكن هناك من يرى أن القوى المدنية فقدت السيطرة على الشارع لذلك طمع العسكريين في الاستيلاء على السلطة؟
صحيح أن الشارع أصبح كل الأطراف بالنسبة له، التراشق إعلامي غير منضبط بين الطرفين.
ومشكلة الشرق على قمة جبل الجليد وتكتيك مدعوم من جهات لديها نفوذ ، ولا يمكن أن يحدث ما حدث في الشرق إلا إذا كانت هناك جهات لديها نفوذ تقف وراه، وحديث الناظر، ترك أكد ذلك بأنه اذا اتصل عليه رئيس مجلس السيادة سيعمل على فك الحصار، يؤكد أن هنالك تنسيق فيما يحدث.
مقاطعة .. لكن رئيس مجلس السيادة ذكر أنهم يرفضون الدخول في قضية الشرق باعتبار أنها قضية سياسية ويجب ان تحل سياساً؟
هذه حجج واهية لأن المسار مسار الجدل خلقه العسكر، ومجلس السيادة هم من خلقوا مشكلة الشرق، ونحن في حزب الأمة حذرنا ونبهنا إلى أن موضوع الشرق لا تذهبوا فيه للمسارات، وهذه مطالب قومية تحتاج معالجتها في إطار المطلبي وليس بخلق مسار يؤدي إلى مشاكل وفتن لإرضاء أشخاص.
لكن هناك من يرى أن من حق أهل الشرق قفل الطريق مثلما كان الثوار يغلقون شارع الستين؟
الحديث عن احقية أهل الشرق في إغلاق الطريق أسوة بشارع الستين حديث غير منطقي، والمشكلة أن ميناء بورتسودان لن يرجع إلى سابق عهده، ومؤكد أن الغرض من إثارة مشكلة الشرق إظهار الهشاشة، وأيضاً هنالك من يريد أن يبقى الشرق كما كان عليه لمصلحتهم الأمنية وأمن البحر الأحمر، وهنالك من لديهم مصالح شخصية اقتصادية الموضوع شائك ومعقد والخاسر هو مواطن شرق السودان.
أين وصلت مبادرة حزب الأمة القومي لحل مشكلة الشرق وفتح الطريق لفك الخانقة التي تعيشها البلاد؟
هناك لقاءات بين أطراف الشرق، وأطراف مسار جوبا ويجمعون في الحلول، لكن حتى الآن ليس هناك اختراق.
ختاماً كيف تنظر لموكب 21 أكتوبر الذي دعت له مجموعات واسعة من أفراد الشعب السوداني الداعمة لتحول الديمقراطي؟
رأي الشخصي المواكب والمواكب المضادة لا تفيد القضية، الطرق الصوفية والإدارات الأهلية اي تجمعات مركبة ولا تعكس الواقع.
ويوم 21 أكتوبر مختلف عن 16 أكتوبر لأن من يقومون به داعمين للتحول الديمقراطي، ويأتون من قبلهم وليس هنالك شخص “شاريهم ولا كاريهم”، وهنالك جهات تسعى إلى استغلال جهل البعض وتوجيههم للحشد، ولكن ما يطمئن أنه لا عودة للوراء ولا إرجاع لعقارب الساعة ولا انقلاب عسكري سوف يحدث في السودان، لأن البيئية غير مواتية لعمل مثل هذا، وإذا حدث ذلك مؤكد أن المغامر الذي يقوم بهذ الفعل سيدفع الثمن هو أولا، والوطن أيضا، ونأمل أن تذهب الأمور في إطار الحلول والحوار.
كيف تنظر إلى تجديد الحزب الشيوعي الدعوة إلى إسقاط الحكومة بشقيها المدني والعسكري بعد أن فشلت في تحقيق أهداف وشعارات الثورة؟
لا تخلي ولا تنازل عن الوثيقة الدستورية، لأنها هي الحماية الوحيدة لهذا الوطن في أن ينهار أو ينزلق بالتالي الإسقاط لا مكان له، لكن المعالجات تكون عبر الحوار وذهاب شخوص وياتوا بدائل لهم، لكن الإسقاط نفسه نوع من الذهاب للمجهول في الظروف الحالية والهشاشة التي تمر بها الدولة السودانية ما افتكر فكرة صائبة.