ماذا بعد الانقلاب
كلمة التغيير
أصبح السودانيون وحكومتهم المدنية التي أملوا اصلاحها مختفية برئيس وزراءها وأعضاء مجلسهم السيادي من المدنيين.
ونفذ الجيش انقلاباً مكتمل الأركان، بدأ باعتقال الوزراء قبل فجر الاثنين بقليل وانتهى ببيان أذاعه الفريق عبدالفتاح البرهان.
ومع إشراقات الفجر خرج الآلاف إلى الشوارع في كل مدن السودان شاهرين هتافهم، ومعلنين رفضهم لعودة الانقلابات والجيش والكيزان.
البرهان الذي أكد قبل وفي خطابه تمسكه بالوثيقة الدستورية- ضاحكاً على نفسه حيث ظن أنه يضحك على الشعب- جمد أكثر من بند فيها، وأعلن حالة الطوارئ وحل المجالس السيادية والوزارية.
والشعب الذي استبق الانقلاب في الحادي والعشرين من أكتوبر الجاري بمليونية كبرى تدعم الحكم المدني، خرج اليوم أيضاً ليؤكد أنه لن يفرط في ثورته.
ولكن شعبنا بسلميته الكبرى يقف أعزلا فاتحاً صدره للكيد المدروس وللرصاص الحي.
عدو الثورة السودانية معروف، فكل الشعب في كفة ضد النظام الكيزاني الاخواني، والجنرالات الذين تربوا على آلة القمع التي ورثوها عن الرئيس المعزول عمر البشير وحزبه الإخواني الكيزاني.
وطريق الثورة السودانية واضح ومعلن ومعروف، وهو بناء دولة ديمقراطية قوامها الحرية والسلام والعدالة، وثمرتها وطن معافى من الظلم والفساد.
ووسيلة شعبنا في السير إلى ذلك أيضاً واضحة، فهي سلاح العصيان والمواكب السلمية التي جربها الشعب فأسقط بها ثلاثة ديكتاتوريين عبر ستة عقود.
ولكن الغائب الوحيد عن الثورة السودانية هي القيادة الموحدة التي تقارب قامة شعبنا الأبي والتنظيم الجامع الذي يدافع عنه.
سيسير الشعب في عصيانه ومواكبه السلمية حتى يوقن من في قلبه مرض أن الشعب أقوى وأكبر من تصوره المريض.
وسينتصر الشعب عبر سلاحه المجرب على كل محاولات الالتفاف على ثورته أو سرقتها..
ولكن، على القيادات السياسية أن تتوحد مع شعبها وأن تعمل لتوحده أيضاً ليتساعدا معاً في طريق البناء.
حماية الشعب واجب
نطالب الشرفاء في الجيش السوداني بالانحياز فوراً لإرادة شعبهم وحمايته من اللجنة الأمنية الكيزانية التي تقتل الجماهير.
نطالب المجتمع الدولي بالتدخل الحازم لوقف أي تغول على الديمقراطية وإدانة أي عنف من القيادات الأمنية ضد المتظاهرين السلميين.
ولجماهير شعبنا نقول: ثورة ثورة حتى النصر.. فرهاننا كان دوماً عليكم في البدء وفي الختام.