روسيا.. الكذب والتضليل
كلمة التغيير
لم يصل مجلس الأمن الدولي لقرار بشأن السودان، وإدانة الانقلاب الذي قاده الجنرال البرهان، بسبب معارضة روسيا والصين.
المعارضة كانت متوقعة، فالنظامين الروسي والصيني ليسا على وفاق مع الشعب السوداني منذ ثلاثين عاماً..
فالبلدان تعاملا مع نظام “الاخوان المسلمين” الذي حكم البلاد عنوة واقتداراً، في وقت قطعت كل الدول الغربية تقريباً علاقتها مع النظام.
والبلدان استفادا من فساد الاخوان في السودان، عبر شركات النفط والمعادن، وتقاسمتا ثروات البلاد ورمتا الفتافيت للنظام الذي كان يلهث نحو أي عملة يجدها.
والبلدان ساندا النظام السوداني والرئيس المعزول عمر البشير حتى آخر يوم في حكمه.
اذن لم تكن مفاجأة أن يرفض البلدان ادانة انقلاب واضح المعالم، بل كان أمراً متوقعاً جداً، حتى أنه كان من المتوقع أيضاً لي عنق الحقيقة، والتبرير غير المقنع.
ما لم يكن متوقعاً هو الكذب والتضليل المكشوف.. الكذب الذي لن ينساه الشعب السوداني مادام في أرضه، وهو ما سيحدث عاجلاً أم آجلا.. اذ سيظل في أرضه وسينتصر على جلاده.
في مبررات رفضه للإدانة واستباقاً لجلسة مجلس الأمن، شدد نائب المندوب الروسي لدى الأمم المتحدة، دميتري بوليانسكي، على أن الشعب السوداني يجب أن يحدد بنفسه ما إذا كانت الأحداث في بلاده انقلاباً أم لا، داعياً جميع الأطراف إلى وقف العنف!
(جميع الأطراف)!
يقولها بلا خجل ولا ضمير، وكأن الأطراف تساوت! ثم ها هو يقول من جديد: “يجب وقف العنف من قبل جميع الأطراف، وهذا الأهم”.
ولكنه أرف بعد قليل: “أنتظر بفارغ الصبر الاطلاع على التقارير حول ما يجري على الأرض”.
فهو لا يدري ما يجري على الأرض، ولكنه حدد أن هنالك عنفاً متبادلاً بين جميع الأطراف!
ثم قال: “أرى أن ما يحدث /في السودان/ لا يقتصر على الاحتجاجات السلمية فحسب، بل تحدث احتجاجات يتخللها العنف أيضاً”.
يعلم العالم أجمعه، أن السودان ومنذ العام ١٩٦٤.. ينظم التظاهرات السلمية، ويفجر الثورات السلمية، ويقتله جيشه وقواته المسلحة، أو وفي أيسر الحالات يغض جيشه النظر.
يعلم العالم أجمع، أن السودان فجر ثلاث ثورات عبر تاريخه، وأن شعبه قاد تلك الثورات بسلمية قلّ أن توجد في الأرض.
ويعلم العالم أجمع، أن أي تظاهرة تأتي في المستقبل، ستكون سلمية، فالشعب اذا أراد أن يحمل سلاحاً فما أكثر الحركات المسلحة في البلاد، وهو يعلم أين يجدها.
يكذب نائب المندوب الروسي لدى الأمم المتحدة، دميتري بوليانسكي، حين يقول أن هنالك احتجاجات يتخللها العنف! إلا اذا كان يقصد المتاريس التي تحمي العزل من طلقات العسكر!
يكذب الروسي وهو يعلم، والشعب السوداني يعلم كذبه، وكل العالم يعلم.
ولكن هذه المرة لن تمر كذبته بسلام، بل سيدفع ثمنها ودولته غالياً حين تنتصر ثورتنا السلمية، وحين نبدأ في جرد الحساب.
المجد للسودان وشعبه، الخزي للخونة.