أخبارأعمدة ومقالات

جرد حساب «حمدوك» 1- 2

سيف الدولة حمدنا الله

جرد حساب «حمدوك» 1- 2

سيف الدولة حمدنا الله

كنت قد نوّهت أول أمس عن نشر مكتوب بعنوان “جرد حساب حمدوك”، ثم تراجعت عن ذلك بناء على نصيحة من أثق في تقديراتهم وفضّلت الانتظار بعض الوقت لعل هناك ما يظهر في تفسير ما فعله “حمدوك”، وهو نفس الأساس الذي كان قد حملني وغيري خلال فترة ما قبل الانقلاب على التحفظ في القيام بهذه المهمة، فقد كان الرأي- كما هو معلوم- أن من شأن ذلك ما يُعين أعداء الثورة عليها.

الآن ما عاد هناك ما نخشى عليه، بعد أن وقعت الفأس في الرأس، وعاد الحكم لأيدي الفلول من عسكر ومدنيين، وعادت المعتقلات وبيوت الأشباح وغابت العدالة، وبعد أن استقوى الانقلاب بموقف “حمدوك” وحصل على اعتراف المؤسسات الأممية والإقليمية ومختلف الدول، وقسم “حمدوك” بفعله الشارع وأصبح هناك من بين الثوار ومعارضي الانقلاب من يقول: بأن لدى “حمدوك” خطة يضمرها ويعلمها وحده سوف تطيح قريباً بالانقلابيين، ومن يقول بأن “حمدوك” حُقِن بعقار روسي سلب إرادته وتفكيره، وبأنه وقّع على الاتفاق مع البرهان تحت تهديد بالتصفية الجسدية لشخصه وزوجته… إلخ. وبعد أن كان الانقلاب على وشك الاختناق بفعل الموقف الدولي وجاهزية الشارع، أعاد إليه حمدوك بفعله- ولا أحد غيره- الروح.

من واقع حصيلة لقاء حمدوك بقناتي “الجزيرة” و “العربية” على التوالي، وضح أن كل هذه النظريات غير صحيحة، فقد كشف حمدوك بلسانه غاية ما في جعبته للمرحلة القادمة، وبما يمكن تلخيصه في ما يلي:

– أنه قبل العمل في رئاسة الحكومة الجديدة مع اعترافه بأن ما حدث انقلاباً عسكرياً.

– ليس لديه سلطان في منع الاعتقالات ولا الإفراج عن المعتقلين.

– يقبل بأن تكون جماعة اعتصام القصر حاضنته الجديدة.

– ليس لديه قول ولا اعتراض على تشكيل مجلس السيادة الجديد.

– ليس لديه قول ولا دور في تشكيل المجلس التشريعي.

– ليس من بين همومه كسب الشعبية أو إرضاء الشارع، وأنه يفعل ما يراه (هو) في مصلحة البلاد.

وسوف نتناول في الجزء الثاني من هذا المكتوب جرداً لحساب حمدوك خلال الفترة السابقة للانقلاب.

تعليق واحد

  1. بعد التحية والتقدير يا مولانا
    ذكر د.حمدوك في اكثر من موقع الحفاظ علي مكاسب السنتين الماضيتين وهي كما تعلم كثرة:الازالة من قائمة رعاة الإرهاب، انهاء حكم الاسلاميين المباشر وبداية محاكماتهم ونشر ما اخفوه عن بيوت الاشباح ، وبداية انهاء التمكين في مختلف المواقع.هناك ايضا الاعانات المالية والاعفاءات والقروض المتوقعة.
    هذه عوامل ينبغي اخذها بعين الاعتبار عند مناقشة دوافع حمدوك للتوقيع.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى