أُعلن يوم الأحد، عن وقوع مئات الإصابات خلال مواكب «19 ديسمبر» بالعاصمة السودانية الخرطوم ومدن أخرى، نتيجة القمع الوحشي من السلطات الأمنية.
التغيير- الخرطوم: سارة تاج السر
أكد المكتب الموحد للأطباء- مستقل- رصد العديد من الانتهاكات التي وقعت خلال مواكب الثوار السودانيين في 19 ديسمبر بدقة عالية، وقال إنه سيعلن عنها بالتفاصيل لاحقاً بما فيها من إصابات بالغة وكبيرة العدد.
ووصل آلاف الثوار إلى محيط القصر الرئاسي وسط الخرطوم، ظهر الأحد، رغم الحصار الأمني المكثف، وإغلاق الجسور، واستخدام الغاز المسيل للدموع والرصاص المطاطي والصوتي.
انتهاكات بشعة
وقال المكتب في بيان، يوم الأحد، إن السلطة الانقلابية مارست أبشع الانتهاكات في حق الشعب بفضٍّ مبكر لاعتصام القصر والمواكب المتجهة نحوه، بالرصاص الحي وإطلاق الغاز المسيل للدموع بكثافة على جموع المعتصمين ومطاردتهم حتى مداخل المستشفيات وضربهم ونهب ممتلكاتهم الخاصة، إضافة للانتهاك المتكرر بحصار كامل واقتحام لعدد من المستشفيات وإطلاق عبوات الغاز المسيل للدموع على مداخلها.
ولفت البيان، نظر العالم أجمع، إلى أن أجهزة السلطة الانقلابية تطلق الغاز المسيل للدموع بكثافة غير مكترثة بخطره على حياة المتظاهرين ولا بالزيادة الكارثية في انتشار فيروس كورونا المستجد، واتهم النظام الانقلابي بانتهاك الاحترازات الأساسية، عطفاً على إهماله التام للنظام الصحي المنهار.
وأضاف أن حصار المستشفيات واقتحامها وإطلاق عبوات الغاز المسيل للدموع في مداخلها هو انتهاك واضح لحق الصحة وحق الحياة نفسه، «هو سلوك لا يحدث حتى في أوقات الحروب بين ألد الأعداء».
وأعلن المكتب الموحد للأطباء، دعم كل الخطوات التصعيدية للشعب حتى اسقاط هذا النظام الانقلابي كاملاً وإقامة البديل الثوري المدني بسلطة كاملة تضطلع بأدوار العدالة الثورية الانتقالية وتنفيذ مطلوبات الانتقال إلى دولة الحرية والسلام والعدالة.
وأكد أن جريمة فض اعتصام القصر لن تثنيهم عن طريق الثورة المنتصر حتماً.
إحصائية حكومية
من جانبها، أعلنت وزارة الصحة بالحكومة الانقلابية، وقوع «123» حالة إصابة بالبلاد خلال المواكب منها «121» إصابة بولاية الخرطوم وإصابتان بولاية كسلا.
وأشارت الوزارة في تقرير متابعة لأحداث «19 ديسمبر» بالمركز والولايات حتى الساعة السابعة والنصف من مساء يوم الأحد، إلى حدوث اشتباكات بين الشرطة والثوار في مناطق التجمعات «القصر الجمهوري، السوق العربي، صينية الجريف شرق بشرق النيل، كبري المك نمر، كبري شمبات، شارع الأربعين، والبرلمان» مما استدعى استعمال الغاز المسيل للدموع.
ونوه التقرير إلى أن اشتباكات القصر الجمهوري أدت إلى حدوث حالات اختناق استدعت دخول المستشفى.
وذكر أن مستشفيات الخرطوم استقبلت بعض الإصابات التي استدعت دخول المستشفى «مستشفى شرق النيل 28 إصابة ومستشفى بحري 3 اصابات ومستشفى الفيصل 80 إصابة ومستشفى الزيتونة 5 إصابات ومستشفى الأربعين 4 إصابات وإصابة واحدة بمستشفى وعد»، وبولاية كسلا استقبلت مستشفى راما حالتي الإصابة.
وعلى عكس ما أعلنته لجان المقاومة بشأن استشهاد أحد الثوار برصاص القوات الأمنية، أكد التقرير الحكومي عدم تسجيل أي حالة وفاة في كل ولايات السودان حتى كتابة التقرير في الساعة السابعة والنصف من مساء يوم الأحد «19 ديسمبر».
إصابات بالرصاص الحي
بدوره، ذكر الفريق العامل بالمستشفيات، أن عدد المصابين يقارب الـ«250» حالة، بينها ثلاث إصابات بالرصاص الحي في الرأس.
وأشار إلى أن إثنان منهم أدخلوا غرف العمليات وأنهم في العناية المكثفة، والثالث في العناية الوسيطة، ويحتمل أن تجرى له عملية جراحية يوم الاثنين.
وأكد وقوع «7» إصابات بعبوات الغاز المسيل للدموع في الرأس، «4» منها في العين مباشرة، وتم تحويل حالتين منهم إلى مستشفى تخصصي.
وقال الفريق العامل إنه «بالرغم من بيان لجان مقاومة الجريف شرق إلا أن المعلومات متضاربة حول الجثمان الذي وصل لمستشفى شرق النيل، لذا لا يسعنا تأكيد المعلومة».
