أخبارتقارير وتحقيقات

«التغيير» تكشف تفاصيل جديدة حول زيارة وفد إسرائيلي للسودان

في وقت كان فيه قائد ثان مليشيا الدعم السريع، عبد الرحيم دقلو، يهيئ نفسه لاستقبال وفد إسرائيلي بسرية تامة يوم الأربعاء، كشفت هيئة الإذاعة الإسرائيلية، الخبر، معلنة عن وصول الوفد إلى مطار الخرطوم، لإجراء مشاورات مع قائد الانقلاب عبد الفتاح البرهان، وقادة عسكريين آخرين.

التغيير – الخرطوم: علاء الدين موسى

وقالت الهيئة العامة للبث الإسرائيلي، إن وفدا إسرائيليا، وصل الأربعاء، إلى العاصمة السودانية الخرطوم. لكنها لم تكشف تفاصيل حول طبيعة الوفد.

وأشارت، إلى أن طائرة إسرائيلية بوفد رسمي، وصلت إلى العاصمة السودانية، بعد أن توقفت في شرم الشيخ، قبل أن تواصل طريقها إلى الخرطوم.

وتتوقف الطائرات الإسرائيلية في بلدان تقيم علاقات رسمية مع إسرائيل، قبل أن تواصل طريقها إلى دول لا تربطها بها علاقات رسمية.

الخبر وجد استغراباً لدى بعض قادة الجيش السوداني، الذين لم يكونوا له علم بوصول الوفد منذ فترة كافية، وفوجئوا به عبر وسائل الإعلام الإسرائيلية التي اذاعت الخبر قبل وصول الوفد لمطار الخرطوم.

وقال مصدر عسكري لـ”التغيير”، إن الزيارة جاءت بترتيب قائد ثان الدعم السريع عبد الرحيم دقلو، ولكن بعد كشف أمره، حاول تغطية  الأمر، وإلصاقه بقادة الجيش السوداني.

ورفض المصدر الإفصاح، عن هوية وعدد الوفد، مشيراً إلى أنه ذو طبيعة أمنية وناقش قضايا تتعلق بالأمن بين البلدين.

ونقلت مصادر صحافية في الخرطوم، أن الوفد كان مقررا له أن يعقد لقاءات مع كل من رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان، ونائبه محمد حمدان دقلو، ورئيس المخابرات العامة أحمد إبراهيم مفضل.

ولم تكشف السلطات الرسمية السودانية أو الإسرائيلية عن طبيعة تلك المحادثات، إلا أن مصدراً ذكر لـ”التغيير” أن الوفد أمني وأجرى مباحثات اقتصرت على الجوانب الأمنية والأحداث التي تشهدها البلاد.

من جهته، قال التلفزيون الإسرائيلي، يوم الأربعاء، إن وفدا إسرائيليا وصل العاصمة السودانية، والتقى رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان وقادة عسكريين كبار.

ويرى مراقبون، أن الزيارة التي رتبها قائد ثانٍ الدعم السريع، لم تكن الأولى من نوعها وسبق أن استقبل وفداً إسرائيلياً سراً، اتفق معه على صفقات وصفها البعض بالمشبوهة، جعلت قادة الجيش يتحركون لإيقاف تلك الصفقة التي كشفت عنها في وسائل إعلام محلية.

وأكدوا على أن قادة الدعم السريع يريدون التقرب من إسرائيل من أجل السيطرة على الجيش السوداني.

 

زيارة سابقة

 

وكان آخر وفد إسرائيلي يزور السودان في نوفمبر، بعد اتفاق التطبيع بين الخرطوم وتل أبيب العام الماضي، لكن الأزمة السياسية في السودان وما آلت إليه الأمور بعد انقلاب العسكر، حالت دون تسريع تطبيع العلاقات أكثر بين إسرائيل والسودان.

وذكر موقع أكسيوس (Axios) الأميركي آنذاك، أن إدارة الرئيس جو بايدن طلبت من الحكومة الإسرائيلية استخدام “علاقاتها الوثيقة مع قائد الانقلاب والرئيس الفعلي عبد الفتاح البرهان لحث الجيش على إعادة الحكومة المدنية”.

ووصف الموقع الأميركي، البرهان بأنه كان شخصية محورية في عملية التطبيع بين تل أبيب والخرطوم، على مدار العامين الماضيين.

وأضاف “كان هو وجنرالات سودانيون آخرون ينسقون مع مسؤولي الاتصالات في مجلس الأمن القومي الإسرائيلي والموساد”.

وذكر الموقع، أنه “قبل أسبوعين من الانقلاب (25 أكتوبر الماضي) زار وفد عسكري سوداني إسرائيل، وأجرى محادثات مع مسؤولين في مكتب رئيس الوزراء والموساد”.

وكانت الخرطوم، اتفقت مع تل أبيب على تطبيع العلاقات في إطار اتفاقيات “إبراهام” التي تم التوصل إليها برعاية الولايات المتحدة في عهد الرئيس دوانلد نرامب.

 

رفض الزيارة

 

من جهتها، أصدرت “القوى الشعبية لمقاومة التطبيع في السودان” (قاوم) بياناً، نددت فيه بزيارة يجريها وفد إسرائيلي للبلاد.

وقالت “قاوم”، إنها ترفض كل علاقة مع هذا الكيان انطلاقا من مبادئ أهل السودان النابعة من عقيدتهم السوية التي ترفض التعامل مع المعتدي والظالم والمغتصب، وتمكين عدوها من نفسها.

وأفاد البيان، أن إسرائيل ظلت تعمل سرا وعلانية على” تمزيق الممزق وتجزئة المجزأ”، والاستثمار “في مناخات الفتن والصراعات والعلاقات بصب الزيت على نارها لتزداد اشتعالا وتمزيقا وإن إدعت نفاقاً الصداقة المستحيلة”.

 

علاقة قديمة

 

وحسب رئيس الحزب الاتحادي الموحد، محمد عصمت يحيى، فإن إسرائيل تلعب دوراً مهماً في الساحة السياسية السودانية.

وقال يحيى لـ”التغيير”، إن العلاقة بين السودان وإسرائيل قديمة وليست جديدة.

وأضاف “من يظن أن العلاقة بين البلدين حديثة بعد مقابلة البرهان لنتنياهو فهذا خطأ.

وأكد أن الوفد الذي زار السودان يوم الأربعاء، دليل على أن العلاقات بين البلدين موجودة .

وطالب يحيى، القائمين بأمر البلاد، (قادة الانقلاب) بالتحلي بالشجاعة والإفصاح عما يدور مع الإسرائيليين.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى