لم تكن لقطة ترحم لاعبي المنتخب السوداني على شهداء الثورة في مباراة مصر الأخيرة هي الأولى في إبراز دور الرياضة في الحراك الثوري.
التغيير: عبدالله برير
كان لاعبو منتخب صقور الجديان قد رفضوا دعوات الانسحاب من اللقاء في امم افريقيا وفضلوا إرسال رسالة للعالم حول انتهاكات النظام الانقلابي.
ووجدت اللقطة تفاعلاً كبيراً من قبل متصفحي مواقع التواصل الاجتماعي ولاقى تصرف لاعبي السودان تأييدا واسعا في أوساط الجماهير السودانية.
الرياضة أثبتت أنها لا تنفصل عن السياسة وحال البلاد منذ انطلاق ثورة ديسمبر في السودان.
في ١٩ مارس ٢٠١٨ بدأ الجمهور الرياضة في البلاد ولاعبو الكرة في إيصال رسائل للعالم عما يدور في الساحة السودانية.
وكان جهاز الأمن الوطني وقتذاك قد استبق لقاء المريخ السوداني والمولودية الجزائري في البطولة العربية بمصادرة شعارات ثورية من الجماهير ولافتات تندد بنظام الرئيس السابق عمر البشير.
وقال شهود عيان وقتها أن عناصر أمن الرئيس المخلوع اندست وسط الجماهير في المدرجات في محاولة للسيطرة على الأوضاع.
هدير المدرجات
ما خططت له العناصر الأمنية في المدرجات لم يفلح بعد أن شرعت الجماهير المريخية في ترديد الهتاف الشهير ( تسقط بس ) على مرمى ومسمع القنوات الناقلة على مستوى العالم.
لاعبو المريخ السوداني تضامنوا مع جماهيرهم بطريقة أخرى بعد أن احتفى ثلاثي الفريق محمد عبد الرحمن وبكري المدينة وصلاح نمر بطريقة ثورية.
وكان الثلاثي قد انبطح أرضا تنديدا بمقتل الشهيد عبد العظيم في ام درمان وقتذاك.
بعدها ظهر ثناىي الفريق خالد النعسان في لقطة يضعان خلالها قميصيهما على الانف مقلدين تصرفات المتظاهرين لحظات إطلاق الغاز المسيل للدموع.
أول ظهور
لقاء المريخ والمولودية أظهر لأول مرة تضامن جمهور الهلال مع الغريم التقليدي وتشجيعه بعد أن اتحد أنصار الفريقين في ملحمة وطنية خالصة .
وكان جمهور الهلال السوداني في بدايات ثورة ديسمبر قد خرج في تظاهرة حاشدة عقب لقاء الفريق مع الافريقي التونسي في بطولة دوري أبطال أفريقيا.
وردد جمهور الموج الازرق وقتذاك هتافات مناوئة للنظام البائد.
وارسلت رابطة مشجعي الفريق المسماة بـ ( اولتراس ) رسالة قوية بغيابها المتعمد عن مساندة الفريق في لقاء الأشانتي كوتوكو الغاني تنديدا بمقتل المتظاهرين السلميين.
التراس المريخ السوداني ظهر على الخط وحذا حذو شقيقه الهلالي في إحدى لقاءات الفرق الاحمر.
ورفعت الجماهير المريخية تيفو ( شعار ) يتضامن مع تجمع المهنيين السوداني الذي قاد الحراك .
وظهرت شعارات ضخمة عليها لوحة طبيب ومهندس في إشارة لدور تجمع المهنيين في إشعال الحراك الثوري.
