أكبر إنجاز ديمقراطي للصحافة السودانية منذ ثلاثة عقود

نَجَحَ الصَّحَفِيُّونَ السُّودَانِيُّونَ فِي السَّابِعِ وَالْعِشْرِينَ مِنْ أُغُسْطُسَ 2022 فِي تَحْقِيقِ اِخْتِرَاقٍ دِيمُقْرَاطِيٍّ كَبِيرٍ، عَبْرَ انْتِخَابِ نَقِيبِهِمْ وَمَجْلِسُ نِقَابَتِهِمْ فِي اِقْتِرَاعٍ حُرٍّ وَنَزِيهٍ.
جَاءَتْ انْتِخَابَاتِ نِقَابَةً اَلصَّحَفِيِّينَ تَتْوِيجًا لِخُطُوَاتٍ مَفْصِلِيَّةٍ فِي تَصْحِيحِ الْأَوْضَاعِ اَلشَّائِهَةِ الَّتِي فَرَضَهَا نِظَامُ البَشِيرْ البَائِدَ عَلَى الْوَسَطِ الصَّحَفِيِّ.
لِأَوَّلِ مَرَّةٍ مُنْذُ ثَلَاثَةِ عُقُودٍ تَجْرِي انْتِخَابَاتِ نِقَابَةً الصَّحَفِيِّينَ عَلَى أَسَاسِ سِجِلٍّ مُنْضَبِطٍ يَضُمُّ أَهْلَ المِهْنَةِ، وَيَسْتَبْعِدَ آلَافًا مِنْ اَلْعَنَاصِرِ اَلَّتِي فَرَضَهَا النِّظَامُ اَلْبَائِدُ عَلَى السِّجِلِّ الصَّحَفِيِّ لِضَمَانِ سَيْطَرَتِهِ عَلَى أَيِّ اتِّحَادٍ أَوْ تَنْظِيمٍ نِقَابِيٍّ، وَهِيَ عَنَاصِرُ لَا عَلَاقَةً لَهَا بِمُمَارَسَةِ مِهْنَةِ الصِّحَافَةِ وَبِالتَّالِي لَا تَحْمِلُ هُمُومَهَا وَلَا يَحِقُّ لَهَا اِخْتِيَارُ نِقَابَتِهَا، وَتَشْمَلَ مَنْسُوبِي أَجْهِزَةِ الْأَمْنِ وَالْمُخَابَرَاتِ، وَالْأَمْنُ اَلشَّعْبِيُّ، وَالْمُوَظَّفِينَ المُوَالِينَ لِلْحِزْبِ الإِسْلَامَوِيِّ الحَاكِمِ فِي دَوَائِرِ اَلْإِعْلَامِ وَالْعَلَاقَاتِ العَامَّةِ فِي المَصَالِحِ الحُكُومِيَّةِ، وَلِذَا فَإِنَّ تَصْحِيحَ السِّجِلِّ خُطْوَةً أَسَاسِيَّةً لِلْمُمَارَسَةِ النِّقَابِيَّةِ الدِّيمُقْرَاطِيَّةِ. وَكَذَلِكَ إِجَازَةُ النِّظَامِ الْأَسَاسِيِّ لِلنِّقَابَةِ عَبْرَ جَمْعِيَّةٍ عُمُومِيَّةٍ، وَإِدَارَةُ اَلْعَمَلِيَّةِ اَلِانْتِخَابِيَّةِ بِمَعَايِيرَ وَضَوَابِطَ مُتَوَافِقٍ عَلَيْهَا.
إِنَّ أَكْثَرَ اَلْجَوَانِبِ إِشْرَاقًا فِي هَذِهِ اَلتَّجْرِبَةِ هُوَ اِحْتِرَامُ جَمِيعِ المُتَنَافِسِينَ لِنَتِيجَةِ صُنْدُوقِ اَلِاقْتِرَاعِ، إِذْ تَقَدَّمَ اَلَّذِينَ لَمْ يُحَالِفْهُمْ اَلْحَظُّ لِلْفَوْزِ بِمَقْعَدِ اَلنَّقِيبِ أَوْ عُضْوِيَّةِ مَجْلِسِ اَلنِّقَابَةِ بِالتَّهْنِئَةِ لِلْفَائِزِينَ، وَتَعَهَّدُوا بِالتَّعَاوُنِ مَعَ زُمَلَائِهِمْ فِي خِدْمَةِ قَضَايَا المِهْنَةِ، وَبِهَذَا تَكُونُ رِسَالَةُ الصِّحَافَةِ السُّودَانِيَّةِ لِلشَّعْبِ السُّودَانِيِّ هِيَ أَنَّ “الدِّيمُقْرَاطِيَّةَ مُمْكِنَةٌ وَأنْ الِانْتِخَابَاتِ مَطْلُوبَةٌ بِشَرْطَ أَنْ تَكُونَ مَسْبُوقَةً بِتَحْضِيرَاتٍ تَضَمَّنَ حُرِّيَّتَهَا وَنَزَاهَتَهَا” وَهَذَا مُلَخَّصُ التَّحَدِّي التَّارِيخِيِّ اَلْمَاثِلِ أَمَامَ البِلَادِ اَلْآنِ.
أَمَّا اَلتَّحَدِّي الكَبِيرُ أَمَامَ نِقَابَةٍ الصَّحَفِيِّينَ المُنْتَخَبَةَ اَلْآنِ فَهُوَ كَيْفِيَّةُ أَدَاءِ دَوْرِهَا فِي إِعَادَةِ تَأْسِيسِ العَمَلِ النِّقَابِيِّ فِي اِتِّجَاهَيْنِ : اَلْأَوَّلَ هُوَ خِدْمَةُ القَضَايَا المَطْلَبِيَّةِ لِلصَّحَفِيِّينَ كَالْأُجُورِ وَالتَّأْمِين الصِّحيِّ وَالِاجْتِمَاعِيِّ، وَالحَقُّ فِي التَّدْرِيبِ وَتَطْوِيرِ المِهْنَةِ، وَكُلَّ مَا يَتَعَلَّقُ بِبِيئَةِ العَمَلِ الدَّاخِلِيَّةِ فِي المُؤَسَّسَاتِ الصَّحَفِيَّةِ، وَالثَّانِي وَهُوَ مُرْتَبِطٌ عُضْوِيًّا بِالْأَوَّلِ، وَهُوَ إِصْحَاحُ البِيئَةِ السِّيَاسِيَّةِ وَالْقَانُونِيَّةِ بِاتِّجَاهِ تَكْرِيسِ الحُرِّيَّاتِ العَامَّةِ وَعَلَى رَأْسِهَا حُرِّيَّةَ اَلتَّعْبِيرِ وَحُرِّيَّةِ الصِّحَافَةِ عَبْرَ إِصْلَاحٍ قَانُونِيٍّ شَامِلٍ اِبْتِدَاءٍ مِنْ قَانُونِ اَلنِّقَابَاتِ لِعَامِ 2010 الَّذِي يَتَعَارَضُ مَعَ أُسُسِ الْعَمَلِ اَلنِّقَابِيِّ الدِّيمُقْرَاطِيِّ، وَالتَّخَلُّصُ مِنْ المُؤَسَّسَاتِ اَلشُّمُولِيَّةِ اَلْمُهَيْمِنَةِ عَلَى الصِّحَافَةِ فِي البِلَادِ كَمَجْلِسِ الصِّحَافَةِ وَالمَطْبُوعَاتِ، وَحِمَايَةُ الصَّحَفِيِّينَ مِنْ الِاعْتِقَالَاتِ وَإِرْهَابِ السُّلْطَةِ، وَكُلَّ هَذِهِ القَضَايَا سَتَجْعَلُ نِقَابَةً الصَّحَفِيِّينَ فِي قَلْبِ مَعْرَكَةِ اَلتَّحَوُّلِ الدِّيمُقْرَاطِيِّ وَفِي صَدَارَةَ مُوَاجَهَةِ الانْقِلَابِ اَلْعَسْكَرِيِّ، إِذْ إِنَّ اَلْبِيئَةَ اَلْمِثَالِيَّةَ لِلْعَمَلِ النِّقَابِيِّ المُنْتَجِ هِيَ الدِّيمُقْرَاطِيَّةُ وَحُقُوقُ الإِنْسَانِ.

أيضاً على النقابة الدفاع عن قضايا كل الصحفيين وأن يكون سجلها مفتوحاً لانضمام كل مستوف للشروط.
تَتَقَدَّمَ صَحِيفَةَ التَّغْيِيرِ الإِلِكْتِرُونِيَّةِ بِخَالِصٍ اَلتَّهَانِي لِلنَّقِيبِ اَلْمُنْتَخَبِ الْأُسْتَاذِ عَبْدَ اَلْمُنْعِمْ أَبُو إِدْرِيسْ مُرَشَّحُ قَائِمَةِ “الوِحْدَةِ اَلصَّحَفِيَّةِ”، وَكُلَّ الزُّمَلَاءِ وَالزَّمِيلَاتِ الْفَائِزِينَ فِي مَجْلِسِ النِّقَابَةِ، كَمَا تُرْسِلُ تَحَايَا الاحْتِرَامُ المُسْتَحِقَّةُ لِلزُّمَلَاءِ فِي القَوَائِمِ الَّتِي لَمْ يُحَالِفْهَا الفَوْزُ، فَهْمُ شُرَكَاءَ فِي هَذِهِ المُنَافَسَةِ الدِّيمُقْرَاطِيَّةِ.