أخبارأعمدة ومقالات

دستور يا أسيادنا

صلاح جلال

الرأي اليوم

دستور يا أسيادنا

صلاح جلال

* الحركة الثقافية والأدبية في الشقيقة مصر أقوى من الحركة السياسية فيها ومتقدّمة عليها، من خلال تنوع أدواتها الكتاب والرواية والسينما والمسرح فقد قدم الأستاذ جلال الشرقاوي عدداً من الروايات التي تحمل نقد مضمون سياسي مباشر منها دستور يا أسيادنا وعلى الرصيف وقدم الفنان الكبير عادل إمام مسرحية الزعيم، والفنان المبدع محمد صبحي في ماما أمريكا للمخرج لينين الرملي.

* اعطني مسرحاً أعطيك شعباً عظيماً وعلى ضوء مقولة شكسبير الدنيا مسرح كبير، لقد فطن المثقف المصري لأهمية السينما والمسرح والكتاب فأنشأ بعد ثورة يوليو أهم مؤسساتها الجماهيرية ممثلة في دور الثقافة المنتشرة في كل المدن وبعض القرى في داخلها مكتبة وسينما ومسرح لتعبر عن عمق عبق مصر الثقافي.

* تعدّد المبادرات والدساتير في السودان تجاوز الكوميديا ووصل مرحلة العبث السياسي، تحتاج لعبقري في الرواية والمسرح ليفضح ضحالتها يا صديقي يحيى فضل الله أنت لها في شاكلة غلوطية، دستورنا ودستوركم هل يقدر دستورنا يصرع دستوركم كما دستوركم صرع دستورنا يا أسياد، هذه كوم ودستور يا أولاد ماما كوم تاني، وهو طقس سوداني خالص يقوم على الدفوف واللبان الضكر والولائم العامرة والحديث عن خبايا النفوس المكبوتة، الكل مدستر وفق دستوره ويعبر عن أحلامه في عالمه الدستوري الافتراضي وأنه خارج الطبيعة، لا يحاسب على ما يدستر به كلها تتم بإرادة الأسياد وأنه مُسير وليس مُخير، نحن الآن نشهد آخر فصول مسرح العبث السياسي واللعب بالدساتير في حلقات صراع السلطة في البلاد.

** ختامة

غداً أنتم مدعويين يا معشر الشعب  لحلقة دستور الشيخ الجد في مسرح نداء أهل السودان لافتتاح مزاد الدساتير الضِرار لإغراق ساحة الجدل الدستوري، بعد أن تم غمر ساحة المبادرات السياسية حتى فاض حقلها ومات زرعها، الحضور بالملابس الرسمية كل واحد وواحدة وفق ما عليه من دستور  Dastoor Costume.

لا يَصلُحُ الناسُ فَوضى لا سَراةَ لَهُم

وَلا سَراةَ لهم إِذا جُهّالُهُم سادوا

وَالبَيتُ لا يُبتَنى إِلّا لَهُ عَمَدٌ

وَلا عِمادَ إِذا لَم تُرسَ أَوتادُ

أوقفوا كل هذا العبث وانصرفوا لما ينفع الناس لتكوين حكومة مدنية تهتم بالطحين والعجين والعلاج والتعليم، وأضربي يا دفوف الدساتير والعالمين صُمّ.

16 نوفمبر 2022م

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى