يصل اليوم.. «التغيير» تكشف أجندة زيارة «لافروف» للخرطوم
ينتظر أن يصل العاصمة السودانية الخرطوم، اليوم الأربعاء، وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف في زيارة تحمل من الأجندة الخفية أكثر مما هو معلن عنه!!
التغيير- الخرطوم: أمل محمد الحسن
كشف مصدر دبلوماسي لـ«التغيير»، عن الأجندة الخفية التي تحملها زيارة وزير خارجية روسيا، سيرجي لافروف إلى العاصمة السوانية الخرطوم اليوم الأربعاء 8 فبراير 2023م، ضمن جولة أفريقية واسعة شملت دولاً يزورها للمرة الأولى مثل إريتريا وموريتانيا.
وقال المصدر- الذي فضل حجب اسمه- إن السبب الرئيس هو تأكيد مشاركة رئيس مجلس السيادة الانقلابي عبد الفتاح البرهان في القمة الروسية الأفريقية الثانية التي ستعقد في نهاية يوليو المقبل.
وكان البرهان قد شارك في القمة الأولى التي عقدت في اكتوبر من العام 2019م بمدينة سوتشي، بعد تشكيل حكومة الفترة الانتقالية الأولى.
وشارك في تلك القمة «40» رئيس دولة أفريقية، فيما تولى الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، رئاسة الجانب الأفريقي.
وتسعى موسكو إلى حشد المشاركات الأفريقية على مستوى الرئاسة لتفند المزاعم الغربية بتعرّضها للعزلة بسبب الحرب ضد أوكرانيا، خاصةً وأن موعد القمة الثانية يأتي متأخراً لقرابة عام كامل.
وبالرغم من أن دولاً غربية مثل الولايات المتحدة الأمريكية أمريكا ترفض دعوة قادة الانقلابات العسكرية إلى الأنشطة والقمم التي تقام على أراضيها، لكن روسيا لا تمانع مشاركة قادة الانقلابات وحكومات الأمر الواقع في مثل هذه الفعاليات.
برنامج لافروف الرسمي
ويصل وزير الخارجية الروسي إلى الخرطوم ليل اليوم الأربعاء «حوالي 11 ليلاً»، ويعقد «3» اجتماعات رسمية صباح غدٍ الخميس، تبدأ بلقاء نظيره السوداني، ثم يلتقي نائب رئيس مجلس السيادة الانقلابي محمد حمدان دقلو «حميدتي».
ويختتم لافروف لقاءاته الرسمية بلقاء محدّد له منتصف نهار الخميس مع رئيس مجلس السيادة الانقلابي عبد الفتاح البرهان، قبل أن يغادر البلاد في الثانية من بعد ظهر ذات اليوم.
وتشمل أجندة زيارة وزير الخارجية الروسي للخرطوم بحث المزيد من فرص الاستثمارات والمزايا الاقتصادية في مجالات الطاقة والتعدين إلى جانب التعاون العسكري والتسليح.
وقائع وصول وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، اليوم الثلاثاء، إلى نواكشوط، في أول زيارة عمل يؤديها لموريتانيا.#موريتانيا🇲🇷 pic.twitter.com/j2eBU37WKA
— toutah ahmed@ (@toutahahmed2) February 7, 2023
فك العزلة الدولية
وأشار المصدر الدبلوماسي إلى أن موسكو تسعى إلى حشد دعم أفريقي في القمة المزمع عقدها بين 26- 29 يوليو المقبل بمدينة سان بطرسبورغ الروسية.
وتعقد موسكو القمة الثانية لها مع قادرة أفريقيا في أراضيها بعد أن فشلت في إيجاد دولة أفريقية تستضيفها- وفق المصدر الدبلوماسي.
«القمة الأولى تستضيفها الدولة صاحبة المبادرة ثم تنتقل في كل دورة لعاصمة جديدة».
وتهدف زيارة لافروف إلى القارة السمراء لحشد الدعم الأفريقي في الحرب بين روسيا وأوكرانيا، بعد تعرّض الأولى للعزلة الغربية والعقوبات الاقتصادية الأمريكية.
وقال لافروف في خطابه الذي ألقاه في عاصمة مالي أمس الثلاثاء «إن أمريكا والدول الأوروبية تحاول فرض قواعدها وقيمها على الدول الأفريقية ودول ما بعد الاتحاد السوفيتي معتقدة أن القيم الغربية لها أهمية عالمية بينما تحرم الآخرين من هويتهم التاريخية والعرقية».
Press Briefing by Foreign Minister Sergey Lavrov at the State House
"The multipolar world is a reality; new centers of economic development, new centers of financial might and political influence are growing.."https://t.co/z3kGRoxBqZ pic.twitter.com/vgbAT2951N
— Yemane G. Meskel (@hawelti) January 28, 2023
ملف الصراع المسلح
وطبقاً للمصدر الدبلوماسي فإن ملف الصراعات بين تشاد، وأفريقيا الوسطى سيكون حاضراً في لقاء وزير الخارجية الروسي مع البرهان.
ووفق وسائل إعلام روسية، قالت موسكو إن الهجمة التي تم تنفيذها على مصنع للقطن بأفريقيا الوسطى، في ديسمبر الماضي تم بأسلحة تتبع لحلف «الناتو».
ولم تتهم بانغي جهةً محددة، لكنها قالت إن الطائرة التي أصابت «حلفاء» عسكريين إلى جانب مصنع القطن أتت من جهة الشمال، التي تقع فيها دولة تشاد.
وأكدت تصريحات قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان «حميدتي» في مطلع يناير الماضي، بوجود قوات ترتدي زي الدعم السريع حاولت إطاحة الحكومة في بانغي، وجود تهديد للقوات العسكرية الروسية شبه الرسمية «فاغنر» التي تقاتل إلى جانب حكومة أفريقيا الوسطى، من الحدود السودانية.
وأكدت مصادر دبلوماسية، أن زيارة لافروف إلى إريتريا مرتبطة بإيجاد بديل لإقامة قاعدة عسكرية روسية، عن السواحل السودانية التي تتعرض لضغوطات متزايدة من جانب أمريكا.
والجدير بالذكر أن زيارات وزير الخارجية الروسي الأفريقية شملت كلاً من «مصر، جنوب أفريقيا، إريتريا، مالي، أنغولا، اسواتيني، موريتانيا، والخرطوم».