حوارات متعثرة في السودان
أسماء الحسيني
في أول مقطع مصور له منذ فترة طويلة، ظهر محمد حمدان دقلو (حميدتي) قائد قوات الدعم السريع محاطا بجنوده، يطالب بتغيير قيادة الجيش السوداني كشرط للتوصل إلى حل سلمي للقتال المدمر الدامي الدائر منذ 15 أبريل الماضي، مخاطبا القوات المسلحة السودانية “إذا غيرتم هذه القيادة سنتوصل إلى اتفاق خلال 72 ساعة”، وقد درج حميدتي في رسائل صوتية عديدة على اتهام قيادات الجيش السوداني بتلقي أوامرها من العناصر الإسلامية من فلول نظام الرئيس السوداني المعزول عمر البشير.
جاء ظهور حميدتي لينفي الشائعات التي كانت تتردد حول مقتله أو إصابته إصابة خطيرة، أو وجوده خارج السودان، وليرفع الروح المعنوية لمقاتليه، وليوجه رسائل عديدة للداخل السوداني والخارج، لكن شرطه تغيير قيادة الجيش رآه خصومه كدعوة للاستسلام، ومازالت قيادات الجيش هي من تطالبه به عبر اشتراط خروج قواته من المواقع التي تحتلها قبل الدخول معها في أي تفاوض في منبر جدة، وهو ما دعا وفد الجيش للعودة إلى الخرطوم للتشاور، مع تصريحات متشددة من قيادات الجيش لا تهاجم قوات الدعم السريع وحدها بل أيضا الحركات المسلحة والأحزاب السياسية، وهو ما فسر بأنه محاولة للضغط عليها وابتزازها لمحاولة دفعها لتكون طرفا في الحرب.
ولا يزال الوضع في منبر جدة يراوح مكانه بسبب هذه الشروط المسبقة التي يضعها الطرفان لأي للحوار والتفاوض رغم المساعي من أجل احداث اختراق في الجمود الحالي، بينما يتصاعد القتال على الأرض ويتمدد، وتتعقد الأزمة الإنسانية وأوضاع المواطنين في كافة أنحاء السودان.
والتواصل والحوار بين القوى المدنية في السودان ليس أفضل حالا من القوى العسكرية، فما زال التعثر وتباعد المواقف وفجوة الثقة هي سيدة الموقف رغم محاولات من هنا أو هناك لكسر حالة الجمود واختراق المواقف لصالح حوار وطني شامل يؤدي لوحدة القوى المدنية والدفع بها من أجل وقف الحرب وإحلال السلام وتشكيل حاضر السودان ومستقبله.
ويمكن القول إن القوى المدنية في السودان تنقسم إلى 4 كتل رئيسية، أولها قوى الحرية والتغيير “المجلس المركزي” وحلفائه من مكونات الاتفاق الإطاري، وهي القوى الرئيسية التي كانت تشكل الحاضنة لحكومة الفترة الانتقالية عقب الإطاحة بنظام الرئيس السوداني المعزول عمر البشير، ومن أبرز عناصرها حزب الأمة القومي وحزب المؤتمر السوداني وآخرون، أما الكتلة الثانية فهي قوى الحرية والتغيير “الكتلة الديمقراطية” وهي الكتلة التي انشقت عن الكتلة الأولى ومن مكوناتها الأساسية حركة العدل والمساواة بقيادة الدكتور جبريل إبراهيم وزير المالية، وحركة تحرير السودان بقيادة مني أركو مناوي حاكم إقليم دارفور، وفي وقت لاحق ضمت حلفاء آخرين من القوى المدنية تنظر لهم الكتلة الأولى كحلفاء سابقين لنظام البشير حتى آخر لحظة قبل سقوطه وحلفاء حاليين للجيش، حيث انحازت هذه القوى إلى انقلاب 25 أكتوبر الذي أطاح بالشراكة بين المكونين العسكري والمدني، وكان بداية للخلاف ومن ثم الصراع لاحقا بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، وقد أصبحت قوات الدعم السريع اقرب إلى قوى الحرية والتغيير المجلس المركزي بما أعلنته من تأييد للاتفاق الإطاري والتزام به، وقد كان الاتفاق ينص على تسليم السلطة للمدنيين، وتكوين جيش وطني واحد يبتعد عن العمل السياسي وتدمج فيه قوات الدعم السريع، وقد كانت فترة الدمج وتبعية قوات الدعم السريع أحد أسباب تفجير الصراع الأخير.
وقد شهدت القاهرة مؤخرا اجتماع تحالفي قوى الحرية والتغيير فيها الأسبوع الماضي كلا على حدة، دون أن يؤدي هذان الاجتماعان إلى اجتماع موحد بينهما للنظر في الأزمة التي تعصف بالسودان كله، حاضره ومستقبله ووجوده، سألت أحد أبرز قيادات “الكتلة الديمقراطية” عما يمنع من الحوار مع “المجلس المركزي” قال: نحن نرغب في ذلك بشدة ونأمل في انفتاح الطرف الآخر، وقد أكدت لي قيادات في “المجلس المركزي” رغبتها هي الأخرى في الحوار من أجل وحدة القوى المدنية ومن أجل وقف الحرب ووقف التدهور الإنساني المريع والحفاظ على أرواح السودانيين، لكن في الواقع الأمر لا يبدو كذلك تماما، فكل طرف من الطرفين يريد الوحدة بشروطه، وربما يريد فرض هيمنته أو أن تكون له اليد العليا في هذه الوحدة المرجوة، وكذلك تريد بعض أطراف هذا التحالف أو ذاك الوحدة أو الحوار مع أطراف بعينها ولا تريد الحوار أو الوحدة مع أطراف ترى أنها مجرد لافتات لا تعبر عن قوى رئيسية أو أطراف تدعم استمرار الحرب أو أطراف أقرب للإسلاميين منها إلى تطلعات وآمال عموم الشعب السوداني، ولا تزال بعض القيادات تبذل مساعيها هنا أو هناك من أجل هذه الوحدة المرجوة وتذليل الصعاب من أجل تحقيقها.
أما القوى الثالثة فهي من أطلق عليها اسم قوى التغيير الجذري وقد ضمت الحزب الشيوعي ولجان المقاومة وغيرها من القوى التي كانت ترفض الوصول لأي اتفاق مع المكون العسكري، وتريد مواصلة الثورة من أجل إقامة تحول مدني ديمقراطي خالص، وقد أصبحت قيادات لجان المقاومة الشباب مستهدفين في هذه الحرب وتحت وطأة ضغوط كبيرة تلاحقهم الاتهامات بالانحياز ونيران الحرب التي تكتوي بها بلادهم.
أما رابع القوى السياسية السودانية فهم الإسلاميون من فلول النظام السابق، وهم ليسوا كيانا واحدا فهناك تباينات داخلهم، وبعضهم عارض نظام الرئيس السوداني المعزول، وانشق عنه في أوج سطوته، ومن بينهم الدكتور غازي صلاح الدين الذي أنشأ تيار الإصلاح الآن، وكان من بينهم أيضا كتاب بارزون انتقدوا نظام البشير بقوة، منهم الطيب زين العابدين والدكتورخالد التيجاني والدكتور حسن مكي وعثمان ميرغني والمحبوب عبد السلام وحزب المؤتمر الشعبي وآخرون، كما انضم الكثير من شبابهم إلى الثورة ضد البشير، لكن لاحقا لم يصبحوا جزءا من الفترة الانتقالية، وربما جمعهم الحنق وأيضا الغضب على إجراءات لجنة إزالة التمكين التي سعت لتجريدهم من العديد من الامتيازات التي حصلت عليها قطاعات واسعة من خلال سياسة التمكين التي اتبعها نظام البشير السابق الذي استمر 30 عاما، همش فيها قطاعات واسعة من الشعب السوداني لصالح أتباعه وأنصاره من الإسلاميين، والآن يواجه هؤلاء الإسلاميين اتهامات واسعة بتأجيج الحرب الحالية، وأنهم يريدون عبرها العودة مجددا إلى الواجهة بعد أن تم الإطاحة بهم وحظر حزبهم الحاكم سابقا “المؤتمر الوطني” وواجهاتهم الأخرى، ولم تعد هذه الاتهامات مجرد توقعات أو تخمينات أو ظنون، بل ظهر للعلن الكثير من قيادات الإسلاميين يعلنون أنهم موجودون في هذه الحرب وبقوة، وكذلك ظهر الإعلاميون المقربون منهم بذات القوة يدافعون عن الحرب واستمرارها، فيما طالب خصومهم من قوى الحرية والتغيير “المجلس المركزي” دول المنطقة بإعلان المؤتمر الوطني تنظيما إرهابيا لدوره في تأجيج الحرب، وقد يصبح هذا الوجود القوي للإسلاميين خصما على حلفائهم في المعركة نظرا لتحفظات كبيرة على وجودهم في أي معادلة قادمة في السودان من قبل الإقليم والعالم… فهل تشهد الأيام القادمة إرادات أقوى ومقاربات جديدة ومسارات أكثر جدوى وفرصا من أجل تحفيز حوارات منتجة لصالح الشعب السوداني ومستقبله.
بسم الله الرحمن الرحيم
(انها مصر أم الجميع ماعدا الاندالا)
👈
الاستاذالشاعر العراقي / سعد الغريري أهدى لمصر قصيدة في ََغاية الروعة بعنوان “مصر المحروسة” يقول في جزءً منها: “ادخلوا مصر ادخلوها/ ادخلوها بسلامً آمنين/ وعن المجد سلوها فهي للمجد عنين/ اسمها شلال عطراً في رياض الصالحين/ مُصر مهد الأنبياء/ ومزار الأولياء/ وهي وحي الشعراء/ ولسان الصادقين…..”.
وبداية …..👈
تابعت في الاشهر الماضية عبر وسائل التواصل احاديثا كثيرة من بعض الاخوة والاخوات السودانيين وهي تسئ لمصروالمصريين ،مصر قلب العروبة النابض ومنارة افريقيا وملاذها الآمن، لا اعرف ما الذي دعا هؤلاء للدخول في هذا( الجحر ) احاديثا لا اعرف ان اصفها او اجاريها، لان ما جاء فيها مخجل للغاية ولايرتقي ان ينسب الينا نحن السودانيين عامة، ولا اعرف لماذا صبوا زيتهم الساخن علي المصريين وما الدوافع لذلك .وكان من الاولي وكنت اتمني منهم ان يكتبوا عن مواضيع اكبر واهم وانبل تربط مابين البلدين والشعبين بعيدا عن السياسة وبعيدا عن ( الفلسفة الفاضية )
كنت اتمني ان يجدوا مواضيعا اكثر اهمية عن مصر ليكتبوا لنا عنها ، لان ايجابيات مصر لو نظرت اليها كتاريخا وموقعا. وثقافة وفنا وابداعا. لا ينكرها احد، ولعل غالبية هؤلاء لم يطالعوا الكثير عن ماذا كتب ابناء السودان من الاجيال الذهبية والماسية والبرونزية عن مصر ،كتابات لاتطالع فيها الا معاني الوفاء والاخاء واواشج القربي والمصير الواحد والدم النيلي الذي يربط بيننا ،ولعل غالبية هؤلاء لم تطالع ما كتب وسطر من الادباء والشعراء في المائة عام الماضية بل وقبلها حتي,ولم يتذوقوا عظمة ماكتب من تلك الاقلام التي عبرت بشدة عن مصر بداية من الدكتور عبد الله والمجذوب والمغربي ومحمد سعيد العباسي وتاج السر الحسن والتجاني يوسف بشير وقائمة تطول سطرت ما سطرت من روائع ودرر وكنوز في حب مصر ، ولعلهم لم يسمعوا بشوق التجاني يوسف بشير وحنينه لمصر وقبل ان يحظي بها، وظل ينسج فيها من الروائع والدرر وكفاكم تطاولا وتعالوا واسمعوا ماقاله التجاني:
املي في الزمان مصر فحيا الله
مستودع الثقافة مصرا
نضر الله وجهها فهي ماتزداد
الا بعدا علي وعسرا
ولعلنا لم نطالع قصائد محمد سعيد العباسي وما اكثرها،واقف عند اجمل ابياته التي شيدها محبة وجمالا وهو يردد:
مِصْرٌ، وما مصرٌ سوى الشمسِ التي
بهرتْ بثاقب نورِها كلَّ الورى
ولقد سعيتُ لها فكنتُ كأنماأسعى لطيبةَ(1) أو إلى أُمِّ القُرى(2)
وبقيتُ مأخوذاً وقيّدَ ناظري هذا الجمالُ تَلفُّتاً وتَحيُّرا
🔹🔹🔹
كت اتمني لو وقف هؤلاء في لوحة وكلمات الشاعر المصري علي محمود طه وهو يقول ..وتاملوا هذة الابيات جيدا 👇
اخي ان وردت النيل قبل ورودي
فحي ذمامي عنده وعهودي
الي ان يقول ..
اخي إن نزلت الشاطئين فسلهما
متي فصلا.مابيننا بحدود ?
🔹🔹
وكتابات ادريس جماع حاضرة ،والكثير من الشعراء السودانيين كتبوا عن ما بين الشعبين من حب وود وانسجام لاينتهي بانتهاء ماء النيل ويبقي الود بين الطرفين مابقي ماء النيل الذي اوجده الله سبحانه وتعالي .. ومازالت الروابط المتينة تربط بين الشعبين وارتباط الشعبين هو ارتباط روحي خفي ،روح الانسجام والود والارتياح التام بين الطرفين ،
ولعل هؤلاء لم يحظوا بمطالعة ماكتبه محمد احمد محجوب والدكتور محي الدين صابر والنور ابراهيم وغيرهم من الادباء والشعراء.
🔹🔹
لعلهم لم يتاملوا كلمات الشاعر عبدالله عبدالرحمن، صاحب ديوان الفجر الصادق، وهو من الذين أحبوا مصر حبا جما ، وردد ذلك في قوله:
يا نسيما يخـتال بيــــن رياض راويا عن أريحهــن اعتلاله
قف رويدا وجمع الزهــر واحمل لرجال العلوم منــي رساله
لرجال العلم من أرض مصـــر واهبي الضاد حسنها والجزاله
وتمعنوا في ابيات الشاعر السوداني عبدالله حسن الكردي حين يقول :
أهرامهم فوق السماء مكانة وهم ميامين الورى أخيار
في كل جامعة لهم نشء سما بذكاء فكر طار منه شرار
وبكل حي للمعاهد ضجـة فالعلم بين ربوعهم أنهار
ما فيهم إلا خطيب مصقــع أو شاعر لبناته أخـــبار
أو ناثر فحل يهز بكــــفه قلما تكون بحـده الأعمار
أنى يحيد الفضل عن أوطانهم والفضل ليس له سواهم دار
عرب لهم بالضاد نقط معرب ما فيه من عوج اللسان عثار.
اما الشاعر محمد محمد علي فقد ترجم معاني الوفاء في عدة قصائد نرتشف منها قوله:
فيا مصر أنت الحبيب المفدى ويا مصر أنت الهوى المصطخب
كفاحك نبع المنى في فؤادي إذا غاض نبع المنى أو نضب
ومن راحتيك شربت الضياء ومن جنتيك جــنيت الأدب
وادريس جماع يعترف بحب مصر له ويردد،
غمرتني بنبلها وحبت شعري
مالم يكن يؤمل مثلي
واقف في حضرة الشاعر مبارك المغربي الذي كتب العديد من القصائد في حب وعشق مصر واردد معه نونيته وهو يقول:
يا أخوة النيل يا اغلي امانينا
طبتم وطابت بكم امجاد وادينا
ونقف عند الشاعر خلف الله بابكر وقصيدته النيل .وهو يردد،
أيها الخالدون في مصر طابت
بكم مصر ساحلا وبحارا
مصر مصر الخلود والمجد تزهو
بكم عزة وتزهو افتخارا
والطيب السراج لايتورع في جعل حب مصر دينا واعتقادا بل فريضة وهو يردد :
إني اري حبي لمصر ديانة
يدعو لها سبحانه وتعالي
إن الوري ليري عليه فريضة
حب الكنانة ماعدا الاندالا
ونعود لادريس جماع وهو يرسم اجمل اللوحات
صورة مصر الحلم الجميل الذي اعاره جناحا ليراها جهرة .وهو يقول:
أألقاك في سحرك الساحر
مني طالما عشن في خاطري
أحقا اراك فاروي الشعور
واسبح في نشوة الساكر
وتخضل نفسي بمثل الندي
تحدر من فجرك الناضر
تخايلني صور من سناك
فأمرح في خفة الطائر
تخايلني خطرة خطرة
فماهي بالحلم العابر
ويحملني زورق الذكريات ّإلي شاطئ بالروي عامر
هذه هي صورة مصر التي ارتبطت بفيض من الاماني والامنيات،و صورة مصر التي ارتبطت في الغالب بالنجاح والامل والسعادة.
وجماع يردد :
أملي وهبت لي الحياة
وكنت في سجن من الألم
اطبق جناحك فقد بلغت فهذه أرض الهرم
حلقت بي متهاديا
وبدت رؤي هذا الحرم
نعم انها مصر التي تغنيتم بها جميعا مع الكابلي وهو يردد :
مصر يا اختي بلادي ياشقيقة
🔹🔹🔹
ببساطة لو كتبت شهرا كاملا فلن استطع ان الخص ما طالعته وحفظته عن تلك العلاقة الازلية بين مصر والسودان علاقة شعبين ربطت بينهما اشياء لا حصر لها بداية من النيل واوشج القربي، والدم والمصاهرة ،والكلمة والطبيعة ولاحصر ..
ودمتم في رعاية الله
وادخلوها بسلام امنين
🔹🔹🔹🔹🔹
والسلام
قريب الله حاج علي
24 يوليو
altahirgareeb73@gmail
.com