أخبارأعمدة ومقالات

ما الذي يدفع مثقفين تقدميين لدعم جيش الحركة الإسلامية ..!!؟؟ محاولات للفهم ..

 

ما الذي يدفع مثقفين تقدميين لدعم جيش الحركة الإسلامية ..!!؟؟

محاولات للفهم ..

شمس الدين ضوالبيت

 

كتب الأستاذ أحمد عثمان عمر مقالاً مهماً في تقديري، حاول الإجابة فيه على هذا المسالة المحيرة. وللحقيقة كانت هذه واحدة من أكثر المسائل المثيرة للارتباك والحيرة، بعدما تكشفت لي من وسائط التواصل الاجتماعي عقب انقطاع طويل عنها أثناء وجودي في الخرطوم..

 

قال أحمد عثمان عمر إن الحجة الرئيسية لهؤلاء المثقفين التقدميين هي ان دعمهم للجيش في وجه المليشيا سيعيد الجيش للصف الوطني ويفك ارتباطه بالحركة الإسلامية، بما يسمح بالحفاظ على الدولة الوطنية ووحدتها وسلامة مؤسساتها. يصف الكاتب هذه الحجة بأنها (تسويق للوهم)، ويرد عليها بأن (محاولة استعادة الجيش المختطف للصف الوطني فشلت والحركة الجماهيرية في عنفوانها وقمة تقدمها لحظة الصعود الجماهيري خلال ثورة ديسمبر.. فكيف سيتسنى للحركة الجماهيرية استعادة الجيش المختطف للصف الوطني بدعمه خلال حرب صنعتها الحركة الإسلامية المختطفة له، وفي ظل انحسار حركة الجماهير وتفتتها؟ وكيف يمكن لجيش مختطف أشعل حربا من أجل السيطرة وحماية تمكين الحركة الإسلامية، أن يعود إلى حضن حركة الجماهير في حال دعمه من قبلها؟).

ما بين الحدثين: ثورة ديسمبر وإشعال الحرب، يعدد أحمد عثمان عمر محطات انحياز الجيش للحركة الإسلامية ووقوفه ضد الحركة الجماهيرية: انقلاب القصر؛ مجزرة فض الاعتصام مع الع*م ال*س*يع؛ تخريب فترة الانتقال؛ انقلاب أكتوبر 21‘؛ ليصل إلى إشعال الحرب (بسبب خروج المليشيا عن طاعة الحركة الإسلامية).

وللحقيقة فهذه الوقائع التي أوردها الكاتب هي ما حدث على الأرض بكل تفاصيلها. وزادت عليها الحرب بالجرائم المروعة التي حدثت أثناءها. والمؤكد أن جميع المثقفين التقدميين يعلمون كل هذه التفاصيل، بل إن كثيرين منهم كانوا هم من نبه إليها وكشف مستورها قبل الحرب.

فما الذي حدث !!؟؟

يقدم أحمد عثمان عمر عدة إجابات بدءا من العنوان وفي ثنايا المقال، على الوجه التالي:

– العجز والخوف من المليشيا (بمعنى شلل في الفكر بسببهما)

– أوهام وطنية (عودة الجيش للصف الوطني)

– حسن النية (المؤدي إلى جهنم)

– دعم أخف الضررين (يتجاهل أن ذلك يعني إعادة الحركة الإسلامية بأجندة تصفوية شاملة للثورة والثوار بدأت معالمها، في الحلفايا)

– وقوع في مستنقع الانتهازية (عدو عدوي صديقي، يتجاهل أن العدو المدعوم هو الأسوأ مقارنة بالعدو من صنعه)

….

كما ذكرتُ في البداية هذه واحدة من أكثر المسائل إثارة للحيرة، ولست أدري إن كانت الأسباب المذكورة تفسرها، كما أنني لا أعتقد أنها يمكن أن تغيب عن أذهان وعقول لا يتطرق شك لرجاحتها وقدراته التحليلية.

إن كان لي أن أضيف عاملاً إلى القائمة المذكورة كأسباب لهذه الظاهرة العجيبة، فهو العنصرية والانتماءات الجهوية القاتلة المغروسة عميقاً في ثقافتنا، فلها أيضاً القدرة الفائقة على شل التفكير وتغبيش الوعي، لا سيما إبَان الاستقطابات المجتمعية الحادة..

 

#بالمعرفة_نصنع_السلام_والتنمية

تعليق واحد

  1. لكن هل يعتقد التقدميون ان الجيش ليس بمليشيا. لا يتناطح عنزان في أن الجيش هو اكبر مليشيات الحركة الاسلامية. على مدى ثلاثين لم يدخل الكلية الحربية إلا كوزا او واحدانا تزكيته من قبل كوز. أضف إلى ذالك ضباط الجيش الذين تمت إحالتهم للتقاعد في هذه الفترة والذين جلهم ممن لا يتسقون مع الكيزان. هذا يعني ببساطة ان قيادة الجيش كلها و بدون اي استثناء تتبع للحركة الاسلامية. و ما الجيش إلا قيادة و الجنود ليس لهم الخيرة من امرهم. كل هذا قد اكدته الاحداث بعد قيام الثورة بما فيها إشعال الحرب الحالية.إذاً يجب ان يبحث التقدميون عن الفروق بين المليشيتين مليشيا الحركة إلا الإسلامية (الجيش) ومليشيا الدعم السريع والتي صنعتها الحركة الإسلامية. الجيش اكد في غير مرة نيته في عدم اعطاء اي فرصة للقوة السياسية في المستقبل بل نصب نفسه وصيا على الشعب و نسي دوره الأساسي في حماية البلد و اشتغل بالسياسة والاقتصاد و التجارة. ثانيا الجيش هو مليشيا عقائدية متطرفة من نفس منبع داعش. هولاء يقتلون الاخر في الله و بالتالي خارج القانون و بفتاوى من رجال الدين مثل عبد الحي يوسف. طبعا الصفوة من اعضاء الحركة الاسلامية يرفلون في النعيم هم وأسرهم و الدين عندهم ليس اكثر من شعار. و من ناحية أخرى فإن عدد من قيادات مليشيا الدعم السريع كانوا و ربما ما يزالوا اعضاء في الحركة الإسلامية و قتالهم لاخوتهم في الجيش قد مرحليا وهذا ما يعضده كلام القيادية في الحركة الإسلامية سناء حمد على انهم منفتحون على التفاوض مع الدعم السريع و ليس مع تقدم. طبعا هذا يشير إلى ان هدف الحرب الحالية هو القضاء على ثورة ديسمبر في المقام الاول.
    للإسف المستقبل يبدو مظلما جدا في ظل هذه التعقيدات الدينية والقبلية والمناطقية التي تغذي الحرب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى